الاطار المرجعي لاعتماد جمعيات المجتمع المدني لانجاز الأنشطة التربوية الموازية PDF

الاطار المرجعي لاعتماد جمعيات المجتمع المدني لانجاز الأنشطة التربوية الموازية

مقرر لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة رقم 040.24 بتاريخ 12 شتنبر 2024 في شأن المصادقة على الإطار المرجعي لاعتماد جمعيات المجتمع المدني لإنجاز الأنشطة التربوية الموازية.

الاطار المرجعي لاعتماد جمعيات المجتمع المدني لانجاز الأنشطة التربوية الموازية

يندرج وضع هذا الإطار المرجعي في سياق تحقيق الأهداف الاستراتيجية الخارطة الطريق للإصلاح 2026/2022 من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع"، وتفعيل برامج إطارها الإجرائي، لا سيما البرنامج الرابع المتعلق بالأنشطة التربوية الموازية، والذي سيمكن التلميذات والتلاميذ بالمؤسسات التعليمية من الولوج التدريجي إلى هذه الأنشطة لتحقيق أهداف والتزامات ومؤشرات خارطة الطريق التي تسعى إلى ضمان مضاعفة عدد التلميذات والتلاميذ المستفيدين من هذه الأنشطة في أفق سنة 2026، بطريقة تضمن الجودة وتحقق طموح الاستمرارية والاستدامة.

وجدير بالذكر، أن خارطة الطريق للإصلاح 2022-2026، التي استندت إلى المرجعيات الأساسية المؤطرة لإصلاح المنظومة التربوية، واستحضرت الخلاصات المضمنة في النموذج التنموي الجديد، جعلت من النهوض بأنشطة الحياة المدرسية والأنشطة الموازية وتطويرها أحد أهدافها الاستراتيجية الثلاثة إلى جانب ضمان التحكم في التعلمات الأساس وتقليص الهدر المدرسي من خلال إلزامية التعليم، علما أن الغاية من وراء وضع هذه الأهداف تتمثل في التكامل والتناغم والتفاعل القائم بينها.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى المكانة الجوهرية للأنشطة التربوية الموازية في تحقيق مدرسة الجودة للجميع، إذ فضلا عن كونها تساعد على تعزيز جاذبية المؤسسة التعليمية وجعلها فضاء للتفتح، فهي تمكن الأطفال واليافعين من اكتساب القيم الوطنية والكونية وحس المواطنة وحب الاستطلاع والثقة في النفس، وإبراز مواهبهم المختلفة وتطويرها، كما تساهم في تعزيز التحكم في التعلمات وفي الحد من الهدر المدرسي، باعتبارهما هدفين استراتيجيين لخارطة الطريق للإصلاح، علما أن العديد من الدراسات والأبحاث، التي أنجزت في سياقات تربوية مختلفة، خلصت إلى الأثر الإيجابي لهذه الأنشطة على تجويد المسارات الدراسية للمتعلمين وتقوية الرغبة لديهم في التحصيل الدراسي، وتنمية مهاراتهم الحياتية، وتعزيز الروابط الجماعية بين مكونات الوسط المدرسي، كما أبانت عن أهمية هذه الأنشطة في تعزيز مهارات التواصل والانفتاح والقدرة على التكيف والعيش المشترك لدى المتعلمات والمتعلمين داخل فضاءات المؤسسة التعليمية ومرافقها.

ويهدف وضع هذا الإطار المرجعي، أيضا، إلى إرساء الإطار المؤسساتي لتفعيل الشراكة المرتقبة مع جمعيات المجتمع المدني الراغبة في الولوج إلى الوسط المدرسي لتقديم خدمة الأنشطة الموازية التربوية، وذلك في إطار من الوضوح والشفافية، ووفق معايير محددة تستند على مبادئ التنافس الشريف والكفاءة والاستحقاق وتراعي خصوصيات البيئة المدرسية والفئات العمرية التي تنتمي إليها، بما يحقق المصلحة الفضلى للمتعلمات والمتعلمين، ووفق قواعد أساسية تعطي لهذه المبادئ بعدا عمليا وإجرائيا.

وفي هذا الصدد، لابد من التأكيد على أن التعاقد مع هذه الجمعيات، وفق المقاربة الجديدة، لإطلاق هذه الخدمة في مجال تنشيط المؤسسات التعليمية، لا يشكل قطيعة مع الأساليب السابقة المعتمدة ومع التراكمات التي تم تحقيقها على مدار سنوات عديدة من التنشيط التربوي من خلال الأندية التربوية والمهرجانات المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية، لا سيما تلك التي تتم في إطار تفعيل آلية التشبيك الموضوعاتي ضمن المجالات الثقافية والفنية والإبداعية ومناسبات الاحتفال المختلفة، والتي شكلت فرصا مهمة لإبراز العديد من المواهب وساهمت في حمل تلميذاتنا وتلاميذنا مشعل الفن والثقافة على المستوى الوطني. وعليه، فضمان استمرار هذه الآليات التنشيطية، التي يقوم فيه الأستاذات والأساتذة بدور محوري، يحظى بأهمية بالغة في استراتيجية الوزارة، إذ تحرص على جعلها رافدا مهما لتعزيز المؤشرات المرتبطة بتنزيل برنامج الأنشطة الموازية، كما أنها تستحضر أهمية استثمار الشراكة المرتقبة مع جمعيات المجتمع المدني لتفعيل البنيات التنظيمية القائمة وتطويرها، والاستفادة من الخبرات التي يتوفر عليها أطر هذه الوزارة في مجال التنشيط سواء على مستوى المؤسسات التعليمية، أو تلك المتواجدة بمؤسسات التفتح للتربية والتكوين التي راكمت هي الأخرى تجربة مهمة في مجال التنشيط التربوي والثقافي، وذلك من خلال إرساء ضوابط وآليات واضحة للتعاون والتنسيق بين جميع الأطراف المتدخلة، بما يضمن تعبئة وانخراط جميع الخبرات والكفاءات والطاقات والبنيات الموجودة من أجل تحقيق الأهداف المرسومة لهذا البرنامج.

محاور دليل جمعيات المجتمع المدني لانجاز الأنشطة التربوية الموازية

يتناول هذا الدليل المحاور التالية: