اطار منهجي مرجعي لبناء رسالة تحفيزية خاصة بمباراة التفتيش Pdf
اطار منهجي مرجعي لبناء رسالة تحفيزية خاصة بمباراة التفتيش Pdf
اقتراح ذ عبد الغني اسليماني - مفتش تربوي
إن الهدف من طرح هذه الأرضية مقترحا لإطار مرجعي منهجي لبناء رسالة تحفيزية
لولوج المركز هو توفير توجيهات عامة تساعد المترشحين على بلورة رسالة تحفيزية
تتميز بالأصالة وتتضمن موضوع بحث يعكس شخصية وكفاءة وتجربة المرشح، وبالتالي
منحه فرصة للتميز أثناء المقابلة الشفهية.
بخصوص الرسالة التحفيزية.
يتساءل العديد من الأستاذات والأساتذة المقبلين على اجتياز مباراة ولوج المركز
الوطني لتكوين مفتشي التعليم عن الرسالة التحفيزية وما الذي يجب أن تتضمنه؟
وكذا عن نوع موضوع البحث الذي يجب أن يدرج فيها وأهميته. لا شك أن العديد من
نماذج الرسائل التحفيزية مبثوثة في المواقع والصفحات، وكذلك نماذج التي يتم
تداولها خلال الدورات التكوينية التي باتت تنظم في مختلف الجهات تحمل مواصفات
الرسالة التحضيرية إلا أن تعامل المرشحين مع هذه النماذج يتم بطريقة سلبية
للغاية قد تأثر على وضعهم خلال المقابلات الشفوية. هذا التعامل السلبي يتجلى في
نسخ العديد من المترشحين لنفس النموذج الموجود على الشبكة أو المقدم خلال دورة
من الدورات وتبنيه وقد يتبنى حتى الموضوع أو الظاهرة الواردة فيه. وهنا أحب أن
أشير إلى أن السادة أعضاء لجن المقابلات بحكم تكوينهم وملمحهم وخبرتهم الطويلة
يقيمون بشكل دقيق أصالة الوثائق والمواضيع وهل تتوافق هذه الوثائق والملمح
المعرفي والخبري للمترشح أم أنها كالعديد من الحالات)، من اجتهاد شخص واحد
ولقيت رواجا عبر الشبكة. ويكفي أن تحصل للجنة أو لأحد أعضائها هذه القناعة، لكي
يصبح مصير المرشح في نقاش ، وذلك على اعتبار أن من بين أهم القدرات التي يجب أن
تكون للمترشح (ة) لمهنة التفتيش القدرة على انتاج وثيقة أصيلة انطلاقا من أرضية
أو من إطار مرجعي معين.
الرسالة التحفيزية.
الرسالة التحفيزية، كما يدل على ذلك اسمها ، هي وثيقة تسمح للمترشح أن يثبت
للهيئة المكلفة بالانتقاء، أنه بالفعل يتوفر على معظم أو غالبية عناصر ملمح
الوظيفة المطلوبة، وبذلك فالمرشح معني ب
1 - الإلمام بملمح الإطار المطلوب وكذا المهام والوظائف المرتبطة بهذا
الإطار.
2. أن يبرز عبر الرسالة التحفيزية، ومن خلال عرض كفاءاته وخبرته وتجربته التي
راكمها طيلة مساره المهني وكذا التكوينات التي تلقاها والمشاريع التربوية التي
شارك في بلورتها أو أنجزها وكذا تجاربه الرائدة في العمل الجمعوي المرتبط
بالشراكات التربوية ........ أنه هو المعني بهذا المنصب والقادر على القيام
بالمهام التي يتطلبها من خلال هذا العرض المقتضب والذي يجب أن يكون دقيقا فهو
يحفز الجهة المنتقبة ويقنعها بأن المرشح سيصلح لتقلد مهام ووظائف الإطار
الجديد.
ولكي يتمكن المرشح من ذلك، تكفيه فقرة يسرد فيها مساره المهني وتجاربه
وكفاياته وكفاءاته، ويركز على التي لها علاقة بالميدان التربوي، على أن تكون
بأسلوب أدبي واضح وسلس ومقتضب.
موضوع البحث
أما عن "موضع البحث" وهو ما يؤرق الأساتذة والأستاذات ومما تجدر الإشارة إليه
أن اختياره يجب ان يكون
براغماتيا (براغماتية منطقية فليس من الضروري أن يكون بحث نهاية التكوين
بالوكز مطابق لما ورد في الرسالة
التحفيزية، وإن كان أن بإمكان الطالب اعتماده. من هنا يمكن أن نتساءل ما أهمية
الإشارة إليه في الرسالة التحفيزية؟ الجواب هو أنه من خلاله يمكن للجنة أن تقف
على مدى قدرة المرشح على تحليل المنظومة التربوية وظواهرها ورصد المشاكل المهمة
والتفكير في بلورة حلول منطقية لها. فالقدرة على تحليل تمفصلات المنظومة
التربوية وكذا الظواهر التربوية والفعل التربوي والممارسات الصفية عموما، ورصد
المشاكل التي تتخللها والقدرة على تحليلها واقتراح حلول وبدائل من بين أهم مهام
وسمات ملمح المفتش التربوي
ولذا فورود موضوع البحث ضمن الرسالة التحفيزية هو مؤشر من خلاله تقف اللجنة
على قدرة المترشح على تحليل الفعل التربوي ورصد المشاكل الحقيقية التي من
خلال البحث يمكن أن يخلص إلى إيجاد حلول و مقترحات لتجاوز المشكل أو فهم
الظواهر التربوية المعقدة.
ومنه فموضوع البحث الذي على المترشح أن يقترحه يجب أن يتسم بما يلي:
1 الراهنية، أي أنه موضوع يعالج مشكل من المشاكل أو ظاهرة من الظواهر الراهنة
، أو يسلط الضوء على فعل تربوي معين أو مقاربة معينة ويستجلي مختلف عناصرها
ونقط القوة ونقط الضعف ويقترح مسارات للتطوير أو التصحيح. ولكي يستطيع المرشح
اقتراح موضوع يتصف بهذه الصفة لا بد أن يكون مواكبا ومتتبعا للشأن التربوي،
ملما بنسبة عالية بالمشاكل والتمفصلات والمحطات التي تمر بها المنظومة
التربوية الوطنية.
2 الواقعية والإجرائية، أي أن يكون موضوع البحث مرتبطا بالفعل التربوي
والممارسة الصفية ما أمكن، وألا يتسم بالصبغة الأكاديمية التي يحتاج البحث
فيها إلى سنوات) أو الصبغة النظرية، ثم أن يكون البحث قابلا للأجرأة (فكلما
كانت ظاهرة البحث وموضوعه محصورا ، كلما كان البحث إجرائيا ونتائجه واضحة
ودقيقة
3 القيمة المضافة: أن يرنو البحث إلى تقديم حلول لمشكل واقعي، ويقدم إضافات
أو يساعد على فهم ظاهرة تربوية معقدة.
4. أن يكون المرشح ملما بتلابيب الموضوع ، وجميع حيثياته، فغالبا ما يتمحور
جزء مهم من المناقشة أثناء المقابلة على دواعي اختيار الموضوع، وأهمية البحث
فيه، وكل الحيثيات المرتبطة به، فلا فائدة من أن يقترح المرشح موضوعا مهما
وراهنا وإجرائيا وهو غير ملم بجميع أو معظم حيثياته، فيقع في الحرج أمام
أعضاء اللجنة وقد يكون هذا نقطة سلبية أثناء المقابلة.
ولهذا أوجه المرشحين إلى:
. تجنب الخوض في المواضيع النظرية أو التي تطرح قضايا مستهلكة أي أسالت مدادا
بحثيا كثيرا، كالهدر المدرسي تمدرس الفتاة........ وتلك التي تتداخل فيها
العوامل والمتغيرات ويصعب عزل هذه المتغيرات أو التحكم فيها.
. البحث عن المواضيع التي يمكن أن يفضي البحث فيها إلى تقديم حلول لمشاكل أو
تمكن من فهم ظواهر سلبية تؤثر على مردودية المدرسة، والاعتماد في ذلك على
مؤشرات مضبوطة، كالانطلاق مثلا من نتائج المتعلمين المغاربة في الدراسات
الدولية والوطنية. MEDA.APEEF PEEQ PIRLS TIMSS PNEA .. وكذا تقارير المجلس
الأعلى.... التعلم عن بعد، التعلم الرقمي، وظائف التقويم وآلياته،
استراتيجيات الدعم والمعالجة والتعزيز، الأقسام المعكوسة، تعلم التحليل
والنقد في البرامج الدراسية المستويات المعرفية والمهارات العقلية في البرامج
الدراسية، التعلم المتكامل والمدمج لمواد STEM ، التعلم و الاكتساب المهارات
الحياتية، الأنشطة الاعتيادية، أدوار الكتاب المدرسي....
منهجية بسط موضوع البحث داخل الرسالة التحفيزية
نذكر في البداية أن عملية اختيار موضوع البحث تعطي فرصة للجنة كي تكتشف قدرة
المرشح على تشخيص تمفصلات المنظومة وتحليل الفعل التربوي ورصد الإشكاليات
والمشاكل التي يمكن للبحث التدخلي أن يقارب لها حلولا واقتراحات، و كذا
استجلاء الظواهر المعقدة التي يمكن للبحث أن يجد لها تفسيرا و يرصد لها
توصيات. كما أن موضوع البحث يشكل في الكثير من الأحيان أرضية للنقاش مع
المرشحين أثناء المقابلات، ولهذا نصحنا بأن يكون المرشح متمكنا بمعظم جوانب
موضوعه المقترح ملما بحيثياته، يستطيع أن يناقشه في علاقاته الممتدة أفقيا
وعموديا، وهذا منشأنه أن يمنحه التميز في المقابلة ويمنحه نقطا إيجابية.
بالنسبة لمنهجية بسط الموضوع في رسالة البحث، أقترح العناصر التالية:
.نص موضوع البحث؛
.السؤال الإشكالي ان أمكن) أو نص الإشكالية؛
دوافع اختيار موضوع البحث
أ ذاتية مرتبطة بكفاءة المرشح وبمعلوماته واطلاعه على حيثيات
الموضوع؛
ب موضوعية مرتبطة بالموضع الراهنية الحاجة، ارتباط الموضوع بتحسين الجودة
أو المردودية، أو بحل مشكل تربوي ما ، وهنا يجب أن يجتهد المرشح في استجلاء
دوافع حقيقية تمليها الحاجة التربوية والضرورة لحل مشكل تربوي قائم (يستحسن
ذكره، فكلما كانت الدوافع منطقية وملحة كلما أبرزت اهمية موضوع البحث. .
أهمية البحث، ويذكر المرشح حسب تصوره ، ما هي القيمة المضافة التي يمكن أن
تقدمها نتائج البحث وخلاصاته لحل مشكل تربوي ما أو فهم ظاهرة تربوية معينة،
في علاقته وعلاقتها بظواهر أخرى. أعتقد أنها عناصر أساسية تكفي لتقريب
موضوع البحث للجنة ، أما عن المنهجية والتصميم الدقيق للبحث والأداة التي
ستعتمد في البحث، أعتقد أن كل هذه المعطيات المرشح غير مطالب من التمكن
منها على اعتبار أن من سيحالفه تكوينه و خبرته ومنهجيته في التعامل مع
الوضعية الاختبارية للمباراة، ستكون أمامه فرصة ليستفيد من تكوين في منهجية
البحث من خلال مجزوءة تنتظم عدة فصول خلال التكوين، كما أن التصميم سيتم
بتوجيه وتأطير الأستاذ المشرف على البحث، فلا شيء يمنع المرشح بعد ولوج
المركز من تغير موضوع البحث بعدما تستجلى امامه معطيات أخرى قد تكون الآن
خفية عليه.
أتمنى التوفيق للجميع
0 تعليقات