مفهوم التربية الدامجة وانماط التربية
كثيرا ما يخلط البعض بين الخدمات التربوية التي تقدم لفائدة الأطفال في المدرسة، ويعتبرها خدمات مناسبة. وهذه الخدمات تندرج في إطار النمط التربوي نفسه الذي عرف عادة بالتربية المدرسية التي تؤطرها تنظيمات مؤسسية وتربوية محددة. والواقع أن هناك أنماطا مختلفة من التربية يمكن أن تقدم للمتعلمين. وقلما يتم التدقيق في الاختلاف الموجود بين هذه الأنماط .
وفيما يخص الأطفال في وضعية إعاقة، فإن أغلب الأدبيات التربوية تتحدث عن وجود ثلاث مقاربات متمايزة في ما بينها:
•المقاربة القائمة على الفصل والتمييز، والتي ترى أن الأطفال في وضعية إعاقة ينبغي أن يصنفوا حسب نوع الإعاقة، وأن يوضعوا بمؤسسة «خاصة» تستجيب لاحتياجاتهم المرتبطة بنوع القصور الذي يحملونه.
•المقاربة الإدماجية التي ترى أن هؤلاء الأطفال يجب أن يوضعوا في مؤسسة تعليمية عادية في أقسام خاصة، أو في قسم عادي في غياب المساعدة والدعم الملائمين.
•المقاربة الدامجة التي تؤكد على الاعتراف بضرورة تغيير القناعات والسياسات والممارسات التربوية داخل المؤسسات التعليمية، وذلك من أجل الاستجابة لمختلف الاحتياجات الفردية للمتعلمين جميعهم .
تعريف منظمة اليونسكو
تعرف منظمة اليونسكو1 التربية الدامجة بأنها: «تربية مبنية على حق الجميع تربية ذات جودة تستجيب لحاجات التعلم الأساسية، وتثري وجود المتعلمين. ولأنها تتمحور بالخصوص حول الفئات الهشة، فهي تحاول أن تطور في إمكانات كل فرد. ولذلك يكون الهدف النهائي للتربية الدامجة ذات الجودة هو إنهاء جميع أشكال التمييز وتعزيز التماسك الاجتماعي .»
تعريف منظمة إعاقة دولية: وتعرفها منظمة إعاقة دولية(Handicap International ) بأنها: «تعني نظام تربوي يأخذ بعين الاعتبار في مجال التعليم والتعلم الاحتياجات الخاصة لكل الأطفال واليافعين الموجودين في وضعية تهميش وهشاشة، بمن فيهم الأطفال في وضعية إعاقة. إنه يستهدف إزاحة التهميش عن الجميع وتحسين شروط التربية للجميع.»
من مميزات التربية الدامجة أنها:
- تقر بأن جميع الأطفال يستطيعون أن يتعلموا؛
- تعترف بوجود الاختلافات بين الأطفال وتحترمها؛
- تستهدف ضمان المساواة في الحقوق؛
- تتيح للأطفال في وضعية إعاقة، أو دونها، أن يتعلموا جماعيا؛
- تتيح للبنيات وللنظم وطرق التربية الاستجابة لاحتياجات جميع الأطفال؛
- تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الفردية لجميع الأطفال؛
- تندرج ضمن استراتيجية موسعة للارتقاء بمجتمع دامج؛
- تشكل سيرورة دينامية تتطور بكيفية مستمرة؛
- ضرورية للوصول إلى تربية ذات جودة للجميع.
أنماط التربية المدرسية:
يتحدث المهتمون بمجال التربية الدامجة عن وجود أربعة أنماط من التربية متمايزة فيما بينها، وتعكس كل واحدة منها فلسفة خاصة في التعاطي مع الظاهرة التربوية ومع المستفيدين منها. وهذه الأنماط تمثل في الواقع التطور الحاصل على مستوى تأمين حق التربية لجميع الأطفال واليافعين، فمن التربية العادية التي لم تكن تعير اهتماما ملحوظا للأطفال الموجودين في وضعية إعاقة، إلى التربية الخاصة التي أفردت رعاية خاصة لهؤلاء الأطفال في فضاء خاص بهم ،إلى التربية الإدماجية التي منحتهم مكانا داخل المدرسة العادية، لكن مع إرغامهم على التكيف مع نظامها بما هو عليه على مستوى البرامج والطرق وإجراءات التقويم، إلى التربية الدامجة التي حاولت تجاوز نقائص التربية الإدماجية وخلق تصور جديد للتعاطي مع الأطفال في وضعية إعاقة داخل فصل دراسي عاد.
المرجع :
دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
مديرية المناهج 2019
ذ سعيد الميس
أتقاسم معكم نموذج عمل لورشة التكوين حول "التربية الدامجة" بالمركز الجهوي للتربية والتكوين
مفهوم التربية الدامجة وانماط التربية
إرسال تعليق