تحليل سؤال فلسفي هل يمكن معرفة الغير؟.هل المعرفة الغير ممكنة ام مستحيلة؟
يتأطر موضوع السؤال الذي بين أيدينا داخل مجزوءة الوضع البشري وتحديدا ضمن مفهوم الغير ، إذ يعالج إشكالية معرفة الغير ، وهي إشكالية شغلت الفلاسفة والمفكرين وأسفرت عن وجهات نظر مختلفة ومتباينة ، الأمر الذي يستوجب طرح الإشكالات التالية :
هل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة ؟ وإلى أي حد يمكن اعتبار معرفة الغير ممكنة ؟
لمقاربة الإشكال الذي ينطوي عليه السؤال يقتضي الأمر شرح المفاهيم الأساسية التي ينطوي عليه ، فهل حرف استفهام تخييري بين قضيتين متقابلتين قد يصرح بهما معا ، وقد يصرح باحداهما ويتم اضمار الاخرى . ان الطابع الاستفهامي لهذا الحرف يقتضي اجابتان محتملتان ، نعم ام لا ، نعم معرفة الغير ممكنة ، لا،معرفة الغير مستحيلة ، في حين يشير مفهوم الغير إلى الذات الأخرى الواعية والمفكرة ، أي الأنا الأخر وهو الأنا الذي ليس أنا ، أنا يشبهني لكنه يختلف عني في نفس الوقت ، أما لفظ المعرفة فيقصد به إدراك الشيء ، يفضي بنا تحليل عبارات السؤال الى اطروحة مفترضة مضمونها أن معرفة الغير ممكنة ، فمعرفة شخص لأخر ممكنة ما دام يتواصل معه ، فالتواصل يضمن إمكانية معرفية الغير ، كما أن التعايش مع الغير تؤدي إلى معرفته.
فأين تكمن قيمة هذه الأطروحة ؟
وتكمن قيمة هذه الأطروحة وأهميتها في تأكيدها على إمكانية معرفة الغير ، وبالتالي نفيها لأستحال هذه المعرفة
ويؤيد هذه الأطروحة الفيلسوف الفرنسي موريس ميرلوبونتي الذي يرى أن معرفة الغير ممكنة من خلال التواصل معه والاعتراف به والحفاظ على خصوصيته كغير مختلف مع احتضانه والتعايش معه من خلال المشاركة الوجدانية مما تتيح للأنا قياس مايظهر على الغير من سلوكات او اقوال على الدات وبالتالي الوصول الى معرفة يقينية بالغير . يقول ميرلوبونتي أن نظرة الغير لا تحولني الى موضوع كما ان نظرتي لا تحوله الى موضوع.
أفلا يمكن الحديث كذلك ، على أن معرفة الغير مستحيلة ؟
وبخلاف ذلك يعتبر الفيلسوف جون بول سارتر أن معرفة الغير مستحيلة ، لأنها تحوله إلى شيء أي موضوع ، فالنظر الى الغير وضع المعرفة معناه تشييئه ونفيه وسلبه معني الوعي والارادة والحرية والتلقائية: ان علاقة المعرفة بين الانا والغير تقيم هوة سحيقة لا تعبر وعدما يستحيل معه كل تواصل ممكن. ان كل منهما يشيء الاخر وقدم مثال على دلك يتمثل في النظرة التي تحول هده العلاقة الى علاقة جحيمية
نخلص من خلال ماسبق الى ان اشكالية معرفة الغير افرزت مجموعة من المواقف المتعارضة ، حيث راى ميرلوبونتي أن معرفة الغير ممكنة ، في حين اعتبر الفيلسوف سارتر أن معرفة الغير مستحيلة ، وفي ظل تضارب هذه المواقف والتصورات ألا يمكن القول أن معرفة الغير ممكنة أحيانا ، ومستحيلة أحيانا أخرى ؟ أو بالأحرى هي معرفة ممكنة ومستحيلة في الآن ذاته ؟
من انجاز التلميذ م .ع
------
هل معرفة الغير ممكنة نموذج تطبيقي؟
هل معرفة الغير ممكنة حسب سارتر؟
0 تعليقات