عرض الأنشطة الاعتيادية بسلك التعليم الابتدائي شتنبر 2022
الأنشطة الاعتيادية بالمؤسسات التعليمية الابتدائية
1. أهداف و مضمون الأنشطة الاعتيادية
تروم الأنشطة الاعتيادية تحقيق ثلاثة أهداف متكاملة تتمثل في :
ضمان تفتح التلميذ و الترفيه عنه و تحبيبه في المدرسة، و تحقيق متعة التعلم لديه كهدف رئيسي و جوهري لهذه الأنشطة؛ إكساب التلميذ عادات حميدة ترافقه مدى الحياة، من إقبال على القراءة، و تنظيم للتفكير، و القيام بأنشطة حركية؛ الرفع من فرص التحكم في التعلمات الأساس، و خاصة القراءة و الحساب، كأثر تربوي للأنشطة الاعتيادية.و في هذا الإطار، سيتم إدراج الأنشطة الاعتيادية اليومية داخل الزمن الدراسي للمتعلمات و المتعلمين بسلك التعليم الابتدائي وفقا لما يلي:
القراءة: إدراج أنشطة اعتيادية يومية تخصص للقراءة باللغة العربية و باللغة الفرنسية، مدتها عشر (10) دقائق لكل حصة دراسية، و تسعى هذه الأنشطة بالأساس إلى خلق عادة القراءة لدى التلميذ، و تشجيعه على الاستقلالية في القراءة و على التعلم الذاتي، و تنمية رصيده اللغوي باستعمال كتب و نصوص و موارد قرائية ملائمة و مشوقة، تتيح للتلميذات و التلاميذ أن ينعموا بالمتعة التي تتيحها القراءة، و ذلك بمراعاة خصوصيات مختلف المستويات الدراسية.
الرياضيات : إدراج أنشطة اعتيادية يومية مدتها عشر (10) دقائق لكل حصة دراسية للرياضيات، تخصص للقيام بتمارين تشمل العمليات و القواعد الأساسية للرياضيات، عن طريق أنشطة متنوعة و ممتعة للتلميذات و التلاميذ، تساعدهم على تعلم هذه المادة.
الأنشطة الحركية : إدراج أنشطة اعتيادية مدتها عشرين 20 دقيقة، ثلاث مرات في الأسبوع، لمزاولة أنشطة حركية جماعية، الهدف منها الحفاظ على صحة التلميذات و التلاميذ البدنية و العقلية و النفسية، و تمكينهم من فرصة التعبير الحر عن إمكاناتهم، وتحفيزهم، إلى جانب كسر رتابة القسم.
و يتم الحرص على اعتماد المرونة التربوية اللازمة في إنجاز هذه الأنشطة، بعيدا عن أية ضغوطات على التلميذات و التلاميذ، أو أية تعقيدات مرتبطة بتصريفها من طرف الأستاذات و الأساتذة، انسجاما مع أهدافها الجوهرية الرامية إلى حفز التفتح، و تحقيق متعة التعلم، و إكساب العادة الحميدة.
كما ينبغي أن تراعي هذه الأنشطة الحاجيات المختلفة للتلميذات و التلاميذ، باستحضار فاتهم العمرية و قدرتهم و رغباتهم المختلفة، بما في ذلك الأطفال في وضعية إعاقة.
و يجدر التأكيد على ضرورة منح الأطر التربوية بالمؤسسات التعليمية هامشا واسعا من المبادرة و الابتكار و التجديد في تنويع و انتقاء الكتب و النصوص و الموارد القرائية، و في اختيار نوعية أنشطة القراءة و الرياضيات و الأنشطة الحركية، التي تستجيب للأهداف المتوخاة من هذه الأنشطة الاعتيادية، بمراعاة قيم و مبادئ المدرسة المغربية.
كما ينبغي الحرص على إشراك التلميذات و التلاميذ في اقتراح و اختيار ما يناسبهم من أنشطة و كتب و نصوص و موارد قرائية.
2. التنزيل المتدرج
انسجاما مع المقاربة التي اعتمدتها الوزارة في تنزيل مختلف المستجدات التربوية، و القائمة على التجريب المحدود. ثم تقييم المرحلة التجريبية قبل الانتقال إلى التوسيع أو التعميم، يتم تنزيل الأنشطة الاعتيادية وفق المراحل و المعايير التالية:
- المرحلة التجريبية، و تنطلق في بداية شهر أكتوبر 2022، من خلال تجريب الأنشطة الاعتيادية على مستوى عدد محدود من المؤسسات التعليمية الابتدائية بمختلف المديريات الإقليمية، ثم تقييم هذه التجربة، من أجل رصد نقط قوتها و عوامل نجاحها، و الإكراهات التي قد تعترضها، و تحديد متطلبات توسيعها و تعميمها، و مستلزمات الرفع من فعاليتها، و تعميق أثرها؛
- تشمل المرحلة التجريبية عينة من المؤسسات الابتدائية، ي حدود 10 مؤسسات بكل مديرية إقليمية، يتم اختيارها وفق معايير تضمن تمثيلية موسعة لمختلف أصناف المؤسسات التعليمية، باستحضار خصوصياتها المختلفة. و تراعي هذه المعايير على وجه الخصوص تمثيلية الأوساط الحضرية و شبه الحضرية و القروية، و التعليمين العمومي و الخصوصي، و تأخذ بعين الاعتبار الأحجام المختلفة للمؤسسات التعليمية، و مدى توفرها على التجهيزات اللازمة كالملاعب الرياضية و المكتبات المدرسية و نوادي القراءة...كما تعطى الأولوية للمؤسسات التعليمية التي يعبر طاقمها الإداري و التربوي عن رغبته في الانخراط في تفعيل الأنشطة الاعتيادية خلال المرحلة التجريبية؛
- يتم اعتماد نفس المؤسسات التعليمية لتجريب أنشطة القراءة و الرياضيات و الأنشطة الحركية، بحيث يتم تنزيلها مجتمعة على مستوى نفس المؤسسة التعليمية؛
- مرحلة التوسيع، و التي ستنطلق خلال الأسدوس الثاني من السنة الدراسية باستثمار خلاصات المرحلة التجريبية.
3. آليات الأجرأة
تعمل الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين و المديريات الإقليمية على تشكيل فرق العمل التربوية و على إرساء آليات القيادة الجهوية و الإقليمية التي ستشرف على أجرأة و مواكبة و تتبع عملية تنزيل الأنشطة الاعتيادية، في مختلف جوانبها التربوية و المادية و التنظيمية، و التي ستسهر على تقديم التأطير و الدعم اللازمين للمؤسسات التعليمية، و على توفير الموارد المادية و اللوجستيكية الضرورية.
أما على المستوى الميداني، فتعمل المؤسسات التعليمية على تسخير الموارد و الوسائل الضرورية المساعدة على تفعيل الأنشطة الاعتيادية، و على تعبئة مختلف الشركاء و استثمار مختلف آليات الدعم المتاحة محليا، كجمعيات أمهات و آباء و أولياء التلميذات و التلاميذ و الجمعيات الرياضية المدرسية.
كما تتم تعبئة أطر التأطير الإداري و التربوي، من مديري المؤسسات التعليمية و المفتشين المتخصصين في مجالات الأنشطة الاعتيادية، من أجل توفير العدة التربوية و الموارد الضرورية و الأدوات المساعدة على تنظيم هذه الأنشطة، و ضبط سيناريوهات إدراجها في الزمن الدراسي، و تحفيز أطر التدريس، و مواكبتهم في تنزيل الأنشطة، إلى جانب تتبع و تقويم نتائج هذه التجربة.
4. التوثيق و التواصل
ينبغي الحرص على مواكبة عملية التجريب من الناحية التواصلية، و خاصة من خلال وضع الوسائط التواصلية للتعريف بالأنشطة الاعتيادية، و توثيق المراحل الأساسية لإدراجها بالمؤسسات التعليمية المعنية، ورصد الممارسات الناجحة، من أجل استثمارها في ترسيخ التجربة، و في توسيع نطاقها، و كذلك من أجل تحفيز و تشجيع التلميذات و التلاميذ و مختلف المتدخلين إلى جانب الأسر على الانخراط و المواكبة.
5. التتبع و التقييم
تسهر فرق العمل الجهوية و الإقليمية على تتبع و تقويم عملية تنزيل الأنشطة الاعتيادية، سواء في مرحلة التجريب أو خلال التوسيع و التعميم، اعتمادا على أدوات مناسبة للتتبع و على مؤشرات محددة، تتمحور خصوصا على تتبع عدد التلميذات و التلاميذ المستفيدين من الأنشطة الاعتيادية، و مدى الانتظام اليومي في مزاولتها، و كذا عدد الكتب و الموارد التي تمت قراءتها.
كما ينبغي العمل على قياس المردود التربوي لهذه الأنشطة، من قبيل ترسيخ عادة القراءة، و حفز التفتح لدى التلميذات و التلاميذ، و تقوية حماسهم، و إكسابهم العادات الحميدة، بالإضافة إلى مدى إسهام هذه الأنشطة في توفير الشروط الداعمة لاكتساب التعلمات الأساس.
شاهد أيضا:
0 تعليقات