التوجيهات التربوية والبرامج الدراسية الخاصة باللغة الأمازيغية يوليوز 2021
التوجيهات التربوية والبرامج الدراسية الخاصة باللغة الأمازيغية
يوليوز 2021
التوجيهات التربوية والبرامج الدراسية الخاصة بمادة اللغة الأمازيغية
تمهيد
يستند تدريس اللغة الأمازيغية إلى الثوابت التي يقوم عليها النظام التربوي المغربي، والتي تم تحديدها بمنطوق نص الدستور لسنة 2011، وفي مقتضيات القانون الإطار رقم:51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين، خاصة المادة 31 منه التي تنص على "جعل المتعلم الحاصل على البكالوريا متقنا للغتين العربية والأمازيغية"، وكذا في مضامين القانون التنظيمي رقم: 26.16 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، لا سيما المادة الرابعة التي تنص على تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في جميع مستويات التعليم الأولي والابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي والتكوين المهني". انطلاقا من هذه المقتضيات الدستورية والقانونية، واعتبارا للمستجدات التربوية التي عرفتها عملية مراجعة وتنقيح المناهج والبرامج التربوية، يسعى تدريس اللغة الأمازيغية إلى الإسهام في بلوغ الغايات الكبرى لنظام التربية والتكوين. كما يرمي كذلك إلى الانخراط في تحقيق الأهداف الأساسية لسياسة الدولة واختياراتها الاستراتيجية في مجال التربية والتكوين بشكل عام، وفي مجال المناهج والبرامج الدراسية بشكل خاص.
1. التوجيهات التربوية المؤطرة لبرامج اللغة الأمازيغية
تندرج التوجيهات التربوية المؤطرة لبرامج اللغة الأمازيغية في إطار مواصلة الإصلاحات التربوية الجارية التي تشهدها المنظومة التربوية المغربية، لا سيما ما يتعلق منها بالمداخل الاستراتيجية لهذا الإصلاح والمتمثلة في تبني مقاربة الكفايات، وبيداغوجيا المشروع، والتربية على القيم، والتربية على الاختيار. كما تتماشی كذلك مع مبادئ المقاربات الحديثة في مجال تعليم اللغات وتعلمها خاصة منها المقاربة التواصلية - العملية. وتعتبر برامج اللغة الأمازيغية مكونا من مكونات مجال اللغات الذي يضم، بالإضافة إلى اللغة الأمازيغية، اللغتين العربية والفرنسية، كما يحظى تصريفها بغلاف زمني محدد (ثلاث ساعات أسبوعيا يغطي سنوات سلك التعليم الابتدائي. وتشترك هذه البرامج مع برامج اللغتين المذكورتين في المجالات المضمونية نفسها، وفي عدد الوحدات الدراسية، الشيء الذي يتيح للمتعلم(ة) التمكن من الكفايات العرضانية التي يستهدف تنميتها مجال اللغات، ويجعله قادرة على التواصل باللغات المدرسة الثلاث بفضل التكامل والانسجام الذي تتيحه المقاربة المعتمدة في المنهاج الدراسي الجديد للتعليم الابتدائي. وترمي هذه البرامج إلى تحقيق الغايات التالية:
- تمكين المتعلمات والمتعلمين من اللغة الأمازيغية نطقا وتعبير وقراءة وكتابة؛
- تمكينهم من الإلمام بالبعد الأمازيغي للثقافة والحضارة المغربيتين؛
- تمكينهم من الانخراط بفعالية أكبر في مختلف مجالات الحياة؛
- تنمية ملكاتهم الإبداعية والتفكير النقدي لديهم؛
- ترسيخ روح المواطنة المغربية لديهم والاعتزاز بها؛
- تمكينهم من التفتح على الثقافات والحضارات الأخرى والتعامل إيجابيا مع المستجدات العلمية والتكنولوجية.
تماشيا مع هذه التوجيهات التربوية وتحقيقا للغايات المشار إليها أعلاه، يستدعي إعداد الكتب المدرسية والحوامل الديداكتيكية الخاصة اعتماد مقاربات بيداغوجية متنوعة تراعي، من جهة، خصوصيات اللغة الأمازيغية والفروقات الفردية للمتعلمات والمتعلمين، وتوظف استراتيجيات ملائمة تحفزهم على الإبداع وتجعلهم محورا للعملية التعليمية التعلمية من جهة أخرى.
إرسال تعليق