أدوار الحكامة والتدبير والقيادة في جودة الحياة المدرسية
بقلم : عبد القادر الرحيوي
1) أدوار الحكامة في جودة الحياة المدرسية
مفهوم الحكامة:
يرتبط مفهوم الحكامة بمتطلبات التدبير الجيد والسليم للشؤون العامة في مختلف المجالات، وذلك بتطبيق الديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان والمشاركة المكثفة للمعنيين بكل مجال، ومن بين المفاهيم المتداولة للحكامة:
ــ مرجعية لحسن تدبير مختلف القطاعات والمؤسسات والمشاريع وفق التوجهات الاستراتيجية الكبرى المتوافق عليها، عن طريق حسن التخطيط والتنظيم والإنجاز والتوجيه والحفز والتتبع والمراقبة والتقويم والمساءلة
ــ أسلوب في التدبير يقوم على التشارك والإنصاف والشفافية والمساءلة، وعلى حسن التنظيم وتوزيع المهام والمسؤوليات وتضافر الخبرات والتواصل الفعال داخليا وخارجيا.
أسس الحكامة في الحياة المدرسية.
ــ تطبيق اللامركزية والا تركيز في تدبير الحياة المدرسية وفق المرجعيات الاستراتيجية لنظام التربية والتكوين، واعتماد الشفافية وتقاسم المهام والأدوار وتفعيل التواصل والتركيز على الارتقاء بجودة التعلم والحياة المدرسية.
ــ إشراك المتعلمين والشركاء والأطر التربوية والإدارية والتقنية وجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ في مختلف مراحل إعداد مشاريع الحياة المدرسية وإنجازها وتتبعها وتقويمها.
ــ حسن تدبير التفاوض واتخاذ القرارات وحل المشكلات والنزاعات إن وجدت حتى لا يفسد الاختلاف لود الصالح العام قضية، بحيث يتم الاحتكام إلى صالح تربية المتعلمين بجعلها مدار مشاريع الحياة المدرسية.
ــ جودة خدمات الحياة المدرسية وأنشطتها، بحيث يتم الاشتغال على تحسين العوامل المؤثرة في جودة الحياة المدرسية، وعلى الاستجابة لحاجات المتعلمين وتطلعات الشركاء وطموحات الفاعلين التربويين، وعلى ملاءمة التعلم للتنمية ومتطلبات الحياة العملية.
ــ اعتماد رؤيا استراتيجية على المدى القصير والمتوسط والبعيد، والقيام بتشخيص تشاركي دقيق لمواطن القوة والضعف لبلورة سياسة تربوية محلية لتحسين الحياة المدرسية في توافق مع التوجهات الوطنية والجهوية ومواصفات المدرسة المغربية المفعمة بالحياة والمنفتحة على محيطها.
معايير الحكامة في تدبير الحياة المدرسية.
ــ يمكن الاستئناس بمعايير الحكامة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتكييفها حسب طبيعة الحياة المدرسية وأدوارها:
ـ معيار المشاركة
ـ معيار المقاربة الحقوقية: ومنها مرجعية الاتفاقات الدولية التي صادق عليها المغرب..
ـ معيار الشفافية
ـ معيار حسن الاستجابة للحاجات والتطلعات والطموحات
ـ معيار التوافق
ـ معيار المحاسبة
ـ معيار الرؤيا أو المنظور الاستراتيجي
2)أدوار التدبير في جودة الحياة المدرسية
المفهوم الحديث للتدبير:
تطور مفهوم التدبير والإدارة نتيجة تطور الدراسات المتعلقة بعلم الإدارة، وخاصة منها الدراسات المتعلقة بالتنظيم الإداري والقيادة ووظائف التدبير وعملياته. وتبعا لذلك حصل تطور من المفهوم القائم على الرئاسة والتسيير وتنفيذ المساطر والقرارات الإدارية المركزية إلى مفهوم يعتمد القيادة والقيام بوظائف التدبير وعملياته للارتقاء بالمؤسسة وتحسين جودة التعلم والحياة المدرسية.
وقد تطورت النظرة إلى الإدارة التربوية في السنوات الأخيرة نتيجة عوامل عديدة، أهمها:
ــ محاولة إضفاء الصبغة العلمية والعملية على الإدارة، واعتبار المدير صاحب مهنة تستلزم امتلاك كفايات القيادة وتدبير النظر إلى التدبير (الإدارة) باعتباره وظائف وعمليات وتفاعلات وعلاقات إنسانية
ــ اهتمام المؤسسة التربوية بالفئات المستفيدة وجعل المتعلم في قلب اهتماماتها
ــ التوجه من نظام التدبير المركزي إلى نظام التدبير الجهوي والمحلي
ــ اعتماد مقاربات وتقنيات جديدة بحثا عن مزيد من الفعالية في تحقيق الأهداف والنتائج
إقامة تكامل بين بعدين رئيسيين: وظائف التدبير وعملياته، وطرائق القيادة وأساليبها في التدبير
وظائف التدبير وعملياته وهي:
التخطيط – التنظيم – التوجيه – التنسيق – المراقبة.
3) أدوار القيادة في جودة الحياة المدرسية
مفهوم القيادة التربوية للمؤسسة.
(Leadership) القيادة التربوية للمدرسة سلوك يقوم به المدير القائد لتوجيه نشاط المجالس والأساتذة والمتعلمين والشركاء لتحقيق رسالة المدرسة. والقيادة وظيفة لها دور أساس في نجاح التدبير، وكفاية يتفاعل فيها الفن بالعلم لتمكين المدير القائد من كسب ثقة واحترام المجالس والأساتذة والتلاميذ والشركاء، ومن القدرة على التأثير في سلوكهم ومواقفهم، وحفزهم إلى الانخراط الفعال في تحقيق أهداف المدرسة.
ــ ويمكن التمييز بين الإدارة والقيادة من خلال مصدر التأثير الاجتماعي لرئيس المؤسسة والمواصفات التي يتحلى بها وتطبع إدارته للمؤسسة
ــ التأثير الاجتماعي الرسمي المرتبط بالسلطة الإدارية المستندة إلى التعيين الرسمي
ــ تتوفر المؤسسات على هياكل تنظيمية ومناصب وظيفية منها منصب المدير
ــ تعطي القوانين لرئيس المؤسسة حق إعطاء الأوامر لمرؤوسيه وتعتبر ذلك واجبا عليه
ــ يحظى هذا النظام بالقبول الضمني أو الصريح باعتباره عقدا ينظم ويضبط فعالية المجموعة على مستوى اشتغالها الفعلي والحقيقي
ــ يضع النظام عقوبات متنوعة لردع التصرفات التي لا تحترم الضوابط المعمول بها.
ــ يستند التأثير الاجتماعي الرسمي غالبا على سلطة الردع المقنن لفرض احترام قواعد العمل. ويمتثل كثير من المرؤوسين للأوامر خوفا من العقاب بغض النظر عن قيمة الأوامر وشخصية الرئيس؛
ــ يتم تعيين المدير من لدن جهة خارجة عن المجموعة ولها سلطة إدارية أعلى.
ــ التأثير الاجتماعي غير الرسمي للقيادة التي لا تستمد سلطتها من التعيين الرسمي
ــ القيادة تأثير اجتماعي غير رسمي ينجم عن علاقات التأثير الإيجابي بين أعضاء المجموعة، والأدوار الرائدة والمرغوبة لفرد ما على أعضاء المجموعة التي تتقبل ريادته
ــ الآثار الإيجابية لشخصية القائد تنعكس على أهداف المجموعة وحاجاتها وقيمها
ــ القائد لا يفرض نفسه على المجموعة من الخارج؛ وإنما هو عضو مشارك في الحياة الفعلية للمجموعة التي تتجاوب معه وتتقبل ريادته وتثق فيه؛
ــ القيادة دور قابل للتداول بين أعضاء المجموعة تبعا لتغير علاقات التأثير والقيم والأهداف، ولا يستطيع القائد الاستمرار في الريادة دون رضا المجموعة إن تغيرت المعطيات.
مواصفات القائد وأدواره.
ــ امتلاك منظور (رؤيا) استراتيجي للإصلاح وتطوير أداء المؤسسة وجودة الحياة
ــ القدرة على تبليغ منظوره للإصلاح بكيفية واضحة وجذابة ومقنعة
ــ القدرة على تعبئة الأطراف المعنية للانخراط في ترجمة الإصلاح إلى خطط عملية لتحسين جودة الحياة المدرسية
ــ التمكن من استشراف أفكار واقتراحات جديدة تسهم في إثراء العمل وإيجاد الحلول الملائمة
ــ قوة الشخصية والقدرة على المبادرة والتصرف الملائم حسب طبيعة كل موقف
ــ تفعيل التدبير التشاركي والإنصات للفرقاء وتعزيز تبنيهم للعمل ومساهمتهم فيه
ــ إعطاء القدوة في العمل والسلوك
ــ التواصل الفعال مع المربين والمتعلمين والشركاء
ــ التنشيط الفعال لمجالس المؤسسة ولأدوار العاملين بها.
ــ إنجاز وظائف التدبير وعملياته (من تخطيط وتنظيم وتوجيه...) بأسلوب قيادي.
0 تعليقات