لمحة تعريفية عن e-madrassa.ma
لمحة تعريفية عن e-madrassa.ma
في إطار الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين المغرب و بعض الدول الأوربية، اضطلعت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج منذ سنة 1991 بملف تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية الذي يباشره حاليا 558 أستاذا يعملون بمجموعة من الدول الأوربية.
تدرس اللغة العربية بصيغ مختلفة تحددها مواقيت الزمن المدرسي على مستوى المدارس العمومية إذ يطلق عليه "تعليم مندمج" في حالة تلقينه ضمن الزمن المدرسي داخل المؤسسات التعليمية، فيما يطلق عليه "تعليم مؤجل" خارج المواقيت الرسمية للدراسة في حين يطلق عليه "تعليم موازي" في حالة التدريس داخل مقرات الجمعيات أو في بعض الفضاءات السوسيو ثقافية الى جانب بعض المساجد.
يرتبط التوزيع الجغرافي لأساتذة تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية بالأهمية العددية للجالية المغربية ذلك أن فرنسا تستأثر بأهم عدد من الأساتذة ( 62 % ) تليها إسبانيا ( 19 % ) ثم بلجيكا ( 11 % ).
يهدف برنامج تعلم اللغة العربية "عن بعد" بواسطة منصة التعلم e.madrassa عبر موقع المؤسسة على الأنترنيت الى تنويع العرض التعلمي و توسيع الاستفادة في أوساط أبناء الجالية المغربية بالخارج تحديدا، لهذه الغاية أعطت المؤسسة انطلاقته في دجنبر 2013.
تعتبر e.madrassa بمثابة برنامج مكمل للتعليم الحضوري و لعمل أساتذة تعليم اللغة العربية كما أنه مبادرة لنشر هذا التعليم في البلدان التي لا تتوفر فيها إمكانية متابعته بكيفية نظامية في غياب الإتفاقيات الضرورية.
تسمح منصة e.madrassa من متابعة الدروس و الاستفادة منها حسب الرغبة دون قيود الزمان و المكان.
تم وضع هذا البرنامج بمساهمة مختصين في مجالي التربية و التقنيات الحديثة للتواصل و يرتكز على مبدإ احترام الإيقاع التعلمي و قدرات و قابلية المتتبعين.
خضع هذا البرنامج الى فترة تجريبية مطولة حيث تم توظيف جملة من الوسائل والمقاربات البيداغوجية المحفزة التي تجمع بين التعلم و الفرجة بواسطة استعمال الصور والنصوص السمعية البصرية، و الحكاية، و الأنشودة الى غيرها من الوسائل التي تستهوي الأطفال.
اختارت المؤسسة اللجوء الى اللغات "الوسيطة" لتسهيل متابعة برنامج e.madrassa من طرف أبناء جاليتنا بدء باستعمال اللغة الفرنسية في مرحلة أولى كلغة وسيطة لتقريب المضامين من المتتبعين. و رفعا لعدد المستفيدين أقدمت المؤسسة على تنويع إمكانيات الاستفادة أمام عدد أكبر من أبناء الجالية المغربية و ذلك بإضافة لغات وسيطة مختلفة منها اللغة الإيطالية تم اللغة الإسبانية واللغة الانجليزية تسهيلا لولوج الأطفال المغاربة بالبلدان الناطقة بهذه اللغات الى هذا البرنامج و ستسعى المؤسسة مستقبلا الى توسيع العرض اللغوي الى لغات وسيطة أخرى.
من حيث المضامين البيداغوجية و الديداكتيكية و التربوية و الثقافية اعتمد برنامج تعلم اللغة العربية عن بعد على إطار مرجعي يستند على توصيات الدراسة التقييمية المنجزة من طرف المؤسسة حول آثار تعليم اللغة العربية و الثقافة المغربية لأبناء جاليتنا بالخارج، و بناء على الرؤيا الاستراتيجية لإصلاح التعليم (2015/2030) في سياق تشاركي مع وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني والتعليم العالي و البحث العلمي أخذا بعين الاعتبار عنصر الملاءمة مع متطلبات الإطار المرجعي الأوربي لتعلم اللغات . ويستمد تعليم اللغة العربية قوته من حمولته الثقافية العريقة المفعمة بتنوع القيم التي يحملها ويمررها بفضل جذوره التاريخية في تفاعله مع مختلف الثقافات و القيم الكونية.
يتناول المستوى الأول من هذا البرنامج 33 درسا غايتها التعرف شكلا و نطقا على الحروف الأبجدية، و يخضع المتتبع لعدة تقييمات لقياس ملكاته في الانتقال من درس الى درس. و ينتظم مستواه الثاني في خمس مراحل لتثبيت المكتسبات و المهارات بواسطة التمارين التقييمية الهادفة الى ترسيخ التعلمات الموضوعاتية و استعمال الحوارات و تقوية الرصيد اللغوي و توظيفه في مختلف السياقات التعليمية و المجتمعية. و جذير بالذكر أن الطفل يخضع طيلة فترة ولوج فضاء التعلم عن بعد للمواكبة و تقييم المكتسبات.
مستوى الاستفادة
حاليا يتابع دروس تعلم اللغة العربية عن بعد أزيد من 69.500 متتبعا و ينتظر بعد إطلاق النسخة الاسبانية و الإنجليزية من البرنامج أن يرتفع العدد الى 100.000 متتبع.
0 تعليقات