منهجية الإعداد والتعامل مع مباراة امتحان الكفاءة المهنية(فئة التعليم الابتدائي)
من إعداد: فيصل الأنصاري
مفتش تربوي للتعليم الابتدائي
المديرية الإقليمية بالجديدة
توطئة:
يعتبر اجتياز مباراة الامتحان المهني آلية من آليات الترقي بالنسبة للأساتذة بقطاع التربية الوطنية، مع الاستفادة مما تخوله الوضعية الجديدة ماديا ومعنويا. وهي كذلك فرصة للمترشح من أجل استثمار تجربته وخبراته التي راكمها من خلال الممارسة الميدانية على مدى سنوات اشتغاله في الفصل الدراسي، لينتقل من مستوى الفعل التربوي إلى مستوى استثمار هذا الفعل التربوي بكل تجلياته وبكل ما يحيط به في وضعية للارتقاء المهني من داخل منظومة التربية والتكوين.
وأود بدوري أن أسهم، إضافة إلى ما تم إثارته من طرف مجموعة من الإخوة مشكورين في هذا المضمار، بمجموعة من المقترحات العملية عساها تزيل بعض الغموض حول إجراءات وكيفيات التعامل مع هذا الاستحقاق الهام:
المحور: الإعداد لاجتياز الامتحان المهني:
أقترح أن أسميه الإعداد الجدي المرن، جدي لأنه لا بد أن يؤخذ على مجمل الجد في البحث والمطالعة، وأن لا يعتبر المترشح نفسه فقط مجرد مشارك، لأن الفرص غالبا لا تتكرر، وبما أن الأمر هو بمثابة حق بالنسبة للموظف إذا فليتهيأ لممارسته. والمقصود بالإعداد المرن هو تفادي الضغط النفسي والبدني في الإعداد، لأن الأمر في نهاية المطاف هو فقط ترقية لموظف سبق له أن حصل على وظيفة. وليس كشأن من هو مقبل على إجراء الامتحانات التعليمية أو مباراة الولوج إلى الوظيفة، والذي يسعى إلى أن يعض بالنواجد على الفرصة من أجل تحقيق النجاح أو الفوز بالوظيفة. وعليه أرى أن يتم الاهتمام بما يلي:
- توفر الرغبة أولا وقبل كل شيء كأهم عامل محفز على خوض المباراة؛
- الاستعداد النفسي من أجل التغلب على حالات الارتباك والتردد التي تعترض كل ممتحن عادة، أو حالة الإحباط الملازمة للبعض منا بمجرد إخفاقه في بعض المحاولات؛
- الإعداد والبحث بشكل منهجي ومنظم ومركز وتفادي العشوائية والارتجالية، والتركيز على الكيف وليس الكثرة والكم؛
-انتقاء المواضيع المراد تدارسها حسب مواد الامتحان الكتابي، بناء على الأطر المرجعية الخاصة بمباراة الامتحان المهني، المعدة والمقترحة من طرف الوزارة كالتالي:
+ الممارسات المهنية والمجال البيداغوجي:
ـ المحور الرئيسي الأول: فلسفة التربية وسوسيولوجيا التربية (وزنه 10%):
ـ المجال الفرعي الأول: فلسفة التربية: التربية، غايات التربية، الاستقلالية، الحرية، العدالة، الإنصاف، الطبيعة الإنسانية، المواطنة، التسامح، الاختلاف...إلخ.
ـ المجال الفرعي الثاني: مدارس سوسيولوجيا التربية: التيارات، القضايا الكبرى، الظواهر المدرسية والمؤسساتية...إلخ.
ـ المجال الفرعي الثالث: سوسيولوجيا النظام التربوي المغربي وتاريخه.
ـ المحور الرئيسي الثاني: المعارف المرتبطة بالمهنة (وزنه 15%):
ـ المجال الفرعي الأول: ـ قانون الوظيفة العمومية والنظام الأساسي الخاص بالمهنة ومساطر الترقي والرخص ـ هيكلة الوزارة مركزيا وجهويا ومحليا والمعرفة بالأنظمة الأساسية للمؤسسات التعليمية ـ المذكرات الوزارية والنيابية والداخلية ـ النظام الخاص بالمؤسسات.
ـ المجال الفرعي الثاني: الشراكات والاتفاقيات ـ الحياة المدرسية، مشروع المؤسسة، مجالس المؤسسة.
ـ المجال الفرعي الثالث: الفاعلون في المنظومة وأدوارهم: الجماعات المحلية، جمعيات الآباء والأمهات، المدرسون والمدرسات، الإدارة التربوية، المفتشون والمفتشات، الموجهون والموجهات، الشركاء الخارجيون.
ـ المحور الرئيسي الثالث: أخلاقيات المهنة (وزنه 20%):
ـ المجال الفرعي الأول: مواثيق حقوق الطفل الوطنية والدولية.
ـ المجال الفرعي الثاني: أخلاقيات مهنة التدريس: الأدوار، الحقوق والواجبات، المساواة، التنافس الإيجابي... إلخ.
ـ المجال الفرعي الثالث: ـ آليات الحياة المدرسية وقواعد العيش المشترك ـ الممارسات البيداغوجية والتواصلية داخل القسم والمؤسسة ـ الحاجيات النفسية والفيزيولوجية والمعرفية للتلاميذ.
ـ المحور الرئيسي الرابع: المعارف السيكولوجية والسيكوسوسيولوجية (وزنه 15%):
ـ المجال الفرعي الأول: ـ علم النفس الاجتماعي ـ ديناميات الجماعات، جماعة القسم، التواصلات، القيادة... إلخ ـ التواصل والتنشيط التربوي والبيداغوجي.
ـ المجال الفرعي الثاني: نظريات التعلم والنمو: السلوكية، البنائية، السوسيوبنائية، المعرفية، - نظريات النمو: الطفولة والمراهقة.
ـ المحور الرئيسي الخامس: المنهاج الدراسي المغربي (وزنه 20%):
ـ المجال الفرعي الأول: الأسس النظرية للمنهاج الدراسي المغربي (الميثاق الوطني، الكتاب الأبيض، الدلائل، المذكرات...).
ـ المجال الفرعي الثاني: ـ غايات المنهاج وأهدافه، نظامه وأسلاكه ـ الكفايات الخاصة والمستعرضة الخاصة بكل سلك دراسي ـ منطق بناء المعارف المدرسية وتطورها في كل سلك دراسي ـ نظام الإشهاد والقوانين المؤطرة له ـ الآليات التنظيمية: المجالس المختلفة، الفرق التربوية، النوادي... إلخ.
ـ المحور الرئيسي السادس: المعارف البيداغوجية والممارسة المهنية (وزنه 20%):
ـ المجال الفرعي الأول: ـ النماذج (البراديغمات) البيداغوجية ـ البيداغوجيات: أسسها، مفاهيمها، أبعادها النظرية والتطبيقية ـ ممارسات وتجارب بيداغوجية وتربوية ـ التعدد البيداغوجي: البيداغوجيا التجريبية، بيداغوجيا التقدم، البيداغوجيا المؤسساتية، بيداغوجيا الأهداف، بيداغوجيا التعاقد، بيداغوجيا اللعب، بيداغوجيا الخطإ، بيداغوجيا الدعم، البيداغوجيا الفارقية، بيداغوجيا المشروع.
+ مجال ديداكتيك المواد المدرسة بالتعليم الابتدائي:
ـ المجال الرئيسي الأول: التخطيط والتدبير (وزنه 60%):
ـ تحديد الكفايات والأهداف التعلمية ـ الالتزام بالتوجيهات الرسمية ـ اختيار الوسائل الديداكتيكية ـ استحضار التعلمات السابقة والامتدادات وخبرة المتعلمات والمتعلمين ـ التكامل مع الكفايات والمواد الدراسية الأخرى ـ بناء أنشطة ملائمة لأهداف التعلم ولمستوى المتعلمات والمتعلمين ـ بناء وضعيات/مشكلة تعليمية تعلمية مناسبة ـ اعتماد طرائق ونهوج بيداغوجية ملائمة، ـ التحكم في المعارف والمفاهيم المدرسة وتكييفها مع مستويات المتعلمات والمتعلمين ـ اعتماد تسلسل منهجي ومنطقي ـ تحديد محطات التقويم والدعم ـ رصد تمثلات المتعلمين وأخطاءهم / استثمارها ـ توظيف الوسائل الدايداكتيكية بما فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات توظيفا مناسبا ـ تدبير أنشطة التعلم والوضعيات وتنويعها ـ تدبير الزمن والفضاء ـ تبني منهجية ملائمة لبناء المضامين / المفاهيم المستهدفة ـ اعتماد أشكال عملا ملائمة وفق متطلبات التعلم ـ رصد الفوارق الفردية وتدبيرها ـ توظيف تقنيات التواصل والتنشيط الملائمة ـ التركيز على التعلم الذاتي.
ـ المجال الرئيسي الثاني: التقويم والدعم (وزنه 40%):
ـ اعتماد مختلف أنواع التقويم وأساليبه ـ بناء عدة للتقويم ـ تحديد المعايير والمؤشرات التي بمقتضاها يتم رصد درجة التمكن ـ اعتماد مختلف أنواع التصحيح المناسبة ـ تحليل نتائج التقويم واستثمارها ـ اعتماد خطة للدعم بناء على نتائج التقويم ـ بناء عدة للدعم تستجيب لحاجات المتعلم.
- البحث عن المراجع والوثائق وتجميعها؛
- تحديد الأولويات في الاستعداد والاطلاع حسب الحاجة في تعميق التكوين؛
- الشروع في القراءات مع اعتماد تقنية أخذ النقط ورؤوس الأقلام، وكذا القيام ببعض التلخيصات غير المخلة بالمعنى؛
- العمل في إطار مجموعة أو فريق للاشتغال كلما أمكن، لأن من شأن ذلك خلق الدافعية وبث روح الحماس وتوضيح الرؤى وإغناء النقاش وتدقيق المفاهيم وترسيخها؛
- تنظيم الوقت واختيار الفترات الأكثر هدوءا للمراجعة والبحث، ثم الحرص على أخذ قسط من الراحة وممارسة بعض الهوايات والمهام الأخرى لتنويع النشاط وكسر الروتين (يمكن أيضا القيام ببعض القراءات للمتعة والترفيه وحسب مجال الاهتمام الثقافي والفكري غير المجال التربوي)؛
- الاشتغال على بعض نماذج الامتحانات السابقة للاستئناس بطبيعة الأسئلة والتمرس على كيفية الإجابة؛
- حضور بعض الدورات التكوينية ومنتديات النقاش والتداول في الموضوع؛
- تبادل وتقاسم الخبرات والتجارب بين الزملاء؛
لا يخفى عليكم أن الإنتاج الكتابي أو الأسئلة المقالية من أصعب الأسئلة تقويما، وان ذلك ينبغي أن يتم بواسطة شبكة من المعايير والمؤشرات، ضمانا لمصداقية التقويم وبعيدا عن ذاتية المصحح، ولهذا يرجى أخذ بعين الاعتبار المعايير التالية أثناء صياغة المواضيع: الكتابة بشكل مركز ما أمكن وتجنب الإطناب والحشو المؤدي إلى الملل، الارتباط بالموضوع وتسلسل الأفكار، استعمال علامات الترقيم، الكتابة بخط واضح ومقروء، أصالة الإنتاج وتنظيم الورقة...
التعامل مع الموضوع حسب ما يلي:
+ إذا كان الأمر يتعلق بكتابة موضوع واحد متكامل لمناقشة وتحليل فكرة أو عدة أفكار، فهذا يعني ضرورة اتباع منهجية تحليل موضوع: من مقدمة وعرض وخاتمة، من خلال الاستهلال بتحديد الإطار العام للموضوع وإبراز المشكلة، ثم المرور إلى مناقشة الأفكار فكرة فكرة، وغالبا باعتماد الأسلوب الحجاجي في ذلك أي طرح القضية ونقيض القضية مع التعزيز بالاستشهادت الضرورية، بعد ذلك يتم التعبير عن الرأي أو الموقف تجاه الموضوع وختم الموضوع بخاتمة مغلقة أو مفتوحة من خلال تساؤل أو تساؤلات تفتح للقارئ آفاقا أخرى للبحث والتعمق أكثر في الموضوع.
+ أما إذا تعلق الأمر بموضوع مذيل بعدة أسئلة، فتتم الإجابة عن كل سؤال على حدة بشكل منفصل عن الأسئلة الأخرى، وهنا أقترح أن تكون الإجابات جد مركزة ويستحسن أن تكون بعد التوطئة في شكل نقط وعرائض ثم خاتمة.
- أهمية الحرص في مناقشة الموضوع على الربط بين الخلفيات النظرية المؤطرة لمختلف الممارسات التربوية، والجانب العملي التطبيقي على مستوى القسم من حيت الأجرأة والتنزيل. والعمل متى طلب من المترشح الإجابة انطلاقا من تجربته في الميدان، على تقديم المقترحات والإجراءت العملية والملموسة، الممكن تطبيقها كحلول عملية للمشكلة المطروحة، وهنا تبرز الفوارق بين المترشحين، لهذا ينصح بإيلاء الأهمية لمختلف المبادرات التربوية الهادفة والتجارب الجيدة في مجال الممارسة الفصلية، من أجل استثمارها وتوظيفها لتبيان قدرة المترشح على الاقتراح والخلق والإبداع في منظومة التربية والتكوين، بما يخدم تحسين جودة التعليم والتعلم؛
- التأني في التعامل مع الاختبار، وقراءة الموضوع قراءة المتفحص وتحديد الكلمات المفاتيح، وإعداد خطاطة للموضوع على ورقة التسويد قصد تدوين مختلف الأفكار التي ترد في الذهن، حسب مجالها في الخطاطة بشكل فوري حتى لا تنسى وتضيع، ثم العمل في مرحلة موالية على ترتيبها لأجل صياغة الموضوع وتحريره في شكله النهائي؛
- الاهتمام بعنصر الزمن والبدء بالمواضيع أو الأسئلة التي تبدو إجابتها متوفرة أو في المتناول ربحا للوقت، مع تخصيص مدة قبيل تسليم الورقة لمراجعة ما تمت كتابته، بهدف تدارك بعض الهفوات أو النقائص قبل المغادرة؛
- تنظيم الورقة بشكل جيد وتفادي التشطيبات، مع الحرص على الكتابة بخط مقروء وواضح؛
- التأكد من كتابة المعلومات الشخصية للمترشح حسب المطلوب على ورقة التحرير، تفاديا لنسيانها أو لأي ضياع يمكن أن يطال الورقة بسبب جهل هويتها.
ختاما، أرجو أن أكون قد وفقت إلى حد ما، بمداخلتي المتواضعة هذه، في تقديم بعض التوضيحات بخصوص هذا الموضوع، وكذا اقتراح بعض الإجراءات العملية والمنهجية التي من شأنها مساعدة المقبلين على هذه المباراة في تكوين ولو صورة عامة عنها. كما أرجو من الله العلي القدير التوفيق والنجاح للجميع.
تابعنا على مواقع التواصل الإجتماعي