استراتيجيات تحسين الخط واجتياز الامتحان بنجاح
بقلم ذ. أحمد أمرير
إذا انطلقنا من هذه الإشكالية التالية: " نتا ماقادر تقرا الخط ديالك فهل تنتظر من المصحح أن يقرأه ويفهمه !!!" ، سيتبين لك أهمية الاهتمام بتوضيح وتقويم خطك ، و أن المخرج الفعال لتحسينه هوأن تدرك بوعيك أن الحروف التي لا تستطيع أنت أو غيرك قراءتها هي التي تحتاج منك إيلاء الاهتمام بها و تصحيحها وتقويمها … وحتى تنجح في ذلك ما عليك سوى أن تقدم دفترك إلى أحد أصدقائك أو أستاذك أو من تثق فيه ممن لديه خط جميل واطلب منه أن يحدد لك الحروف غير المقروءة وغير الواضحة … لأنك قد لا تستطيع اكتشافها إذ اعتدت على كتابتها بتلك الشاكلة … اطلب منه أن يعيد رسم تلك الحروف وأن يقدم لك النموذج الأمثل … وإذا أحسست بالحرج فالجأ إلى الكتابة المطبعية في أي كتاب واكتب على نفس الاستقامة والانحناء والميلان والتنقيط …
ليس المطلوب منك أن تكتب بخط يطابق الكتابة المطبعية أو يماثل الخطوط العربية ، وإذا كان المشارقة يكتبون بخط أقرب إلى خط " الرقعة " فإن المغاربة يغلب عليهم الكتابة بخط أشبه بخط " النسخ" وهو الأقرب إلى الكتابة المطبعية ، إلى جانب فئة أخرى من المغاربة لا زالوا أوفياء لجمالية الخط " المغربي".
وغايتنا الآن هو دعوتك لأن تتحدد معالم الحروف في كتابتك لتكون مقروءة دون التباس واشتباه وغموض ..وأن تكون مستعدا لخوض محاولات عديدة حتى يستقيم خطك ويثبت في ذاكرتك ويرسخ في ممارستك ويسمو لجماليته ذوقك ..وأن تستطيع أن تفحص بنظرك مجموعة من مظاهر الاختلاط والاشتباه الذي يورثه خطك إن كانت بعض حروفه غير مقروءة ..
وسوف لن نتناول في هذا المقال المهاري ما يرتبط بالأخطاء الإملائية أو الأسلوبية، فهذا مجال آخر يمكنك الاعتناء به من خلال الرجوع إلى دروس الإملاء والأساليب .. كما أننا لن نتناول ما يرتبط بعلم الجرافولوجيا رغم أهميته وارتباطه الوثيق بمجال اشتغالنا هنا .. فلئن كان هذا العلم يتولى دراسة الخط في علاقته بأنماط الشخصية فهو يقوم بذلك من باب التوصيف والتفسير النفسي، دون أن يهتم بإجراءات التقويم والتصحيح وهو ما يعد بؤرة اهتمامنا في هذه الورقة ..
وقد تنبهت إلى أهمية تقويم الخط العربي انطلاقا من اهتمامي بأنواعه ( خط النسخ والرقعة والثلث والخط الديواني والكوفي والمغربي ..) و من تجربة التدريس ومعاينة أنماط عديدة من أشكال الخط وانحرافاته واشتباه حروفه لدى المتعلم اليافع(ة) والشاب(ة).. وما يخلفه ذلك من عجز القارئ والأستاذ في قراءته وفهمه واستيعابه، مما قد يجر على المتعلم نتائج عكسية في نقط المراقبة المستمرة وفي الامتحانات الإشهادية ..
ولعل أسس وطرق تعليم الطفل الصغير أبجديات الكتابة بالخط العربي تختلف عن الطرق التي نسلكها مع اليافع (ة) والشاب (ة) والراشد (ة) .. لكونه استدمج طريقة كتابته في لاوعيه واستبطنها.. مما يحتاج معه إلى كشف التقابلات والمتشابهات وتوصيف أوجه الاختلاف بين الحروف بعدما يتم ترسيخ قناعات ذهنية يستبدل فيها الشخص معتقداته التي توحي له بعدم إمكانية التقويم والتوضيح والإجادة في الخط بقناعات جديدة تثبت ثقته وقدرته على تحسين وتجلية الحروف والكلمات وإتقان رسمها ..
ويبدو أنه لا يمكن المراهنة على قراءة ما نستعرضه في هذا الباب وحده بل يتطلب الأمر جلسات تقويمية يتم فيها تشخيص الوضعية المدروسة وفحص وإحصاء مختلف تجليات الاشتباه والخلط بين الحروف وغير ذلك .. ثم ترويض المعني بالأمر ومساعدته على اكتشاف الفروق بين الحروف، وإتقان كتابتها ببصمته الخاصة .. لكن إذا توافرت الإرادة والعزيمة القوية يمكن لأي فرد أن يتولى ذلك بنفسه مستعينا على مثل هذه التوجيهات من جهة .. ومرتكزا على ملاحظات أصدقائه وأساتذته ومُعَوِّلاً على دقة ملاحظاته وتنبهه لما ينبغي تقويمه والاستغراق في العمل والتطبيق والتجويد …
ويمكننا أن نقارب أهم مظاهر الاشتباه والخلط بين بعض الحروف وعدم وضوحها مما يستشكل على صاحب الخط أثناء المذاكرة وعلى القارئ الذي يود الاستفادة من محتويات ماكُتب وعلى الأستاذ المصحح للفروض والامتحانات .. من خلال الانتباه للحروف التي يغلب عليها الاشتباه في أنماط الكتابة الخطية العربية لدى الفئات المذكورة آنفا و توجيههم إلى بعض المهارات والإجراءات التي تعينهم على كتابتها كما هي بخط يُحاكي قدر الإمكان شكل الخط المطبعي مثلا في دقته ووضوحه. ويمكن تقويم وتصويب أهم مظاهر هذا الاشتباه الخطي الذي رصدناه من مشاركات المتعلمين ودفاترهم ومنجزاتهم التقويمية في فروض المراقبة المستمرة والامتحانات الاشهادية عير المستويات والإجراءات الآتية :
على المستوى الذهني :
يخضع المتعلم (ة) خلال مساره الدراسي لعملية استدماج واستبطان طريقة كتابته الخطية ، ثم يتغافل مع توالي السنوات عن ضبط وتقويم وإعادة النظر في طريقة رسمه للحروف والكلمات ، فتترسخ وتتجذر لديه قناعات أنه لا يمكن أن يكتب على خلاف ما هو عليه الآن ، إلى الحد الذي يمكنه أن يرفض إجراء أية محاولة في التدريب وإعادة التصويب على الرغم من كونه يعجز عن قراءة ما يكتبه لاستشكاله ، وعلى الرغم من أن ذلك قد يؤدي إلى تدني نتائجه الدراسية ، ذلك أنه يستأنس ويرتاح لوضعه ويرغب في البقاء في " دائرة الراحة " ويمتنع عن التحول إلى وضع مغاير، فيستاء من أية ملاحظات تدعوه إلى التغيير ، وهو بذلك يخشى اقتحام " دائرة الخطر " باعتبارها تستدعي مجهودا وتوحي بأن المرء سيء أو ضعيف … ومع استمرار الشخص في هذه المقاومة والتصدي والرغبة في الحفاظ على وضعه تسوء حالته أكثر وتتدنى نتائجه فتتعمق أزمته ويسقط فيما يخشاه من ألم .. إنه بدل الألم الاستراتيجي عبر التعلم والتطوير فهو يتعرض لألم دائم يمتد معه إلى أن يتجشم عناء التعلم والارتقاء والتطوير فينعم براحة النجاح وسعادة التعلم …
ويبرر بعض آخر إمكانية تطوير كتابته الخطية بأن ذلك سمة من سمات الذكاء ! التي لا ينعم بها من يمتاز بجمالية الخط ، وهو أكبر دليل على العجز عن تجشم عناء التعلم والتطوير والتهذيب ، فليس الأديب أبو حيان التوحيدي أقل ذكاء وعلما وأدبا وهو الذي ألف في مجالات عديدة شملت التصوف والفلسفة والأدب واللغة ، وهو في ذات الوقت يشتغل في الوراقة ونسخ الكتب بخط يده البارع حينما كان الخطاطون هم الوسيلة المعتدة في نشر الكتب قبل ظهور المطبعة ، وقد أسعفه ذلك في اتساع ثقافته وحدة ذكاءه وجمالية أسلوبه .. مما جعله يظفر بلقب " أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء" .
ويحظى الخط العربي باهتمام بالغ لدى المهتمين به ولدى الأدباء والمفكرين فهو وسيلة لتزيين الواجهات البصرية لأماكن الشعائر التعبدية وتدبج به الكتب والمؤلفات ويتيح إمكانات جمالية عدة لابتكار لوحات تشكيلية ماتعة لما يتسم به من انسيابية وتنوع ومرونة لا ترقى إليه خطوط اللغات الطبيعية الأخرى .. ومما يعطي للخط قيمته أن الله تعالى أقسم بالقلم في قوله " ن والقلم وما يسطرون " ويدعونا إلى القراءة والاستزادة في العلم والمعرفة بالقلم والقراءة والتدبر المصاحب لفهم علة الوجود " اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم ".
ومما قيل في الخط العربي والترغيب فيه أيضا :
تعلّم قوام الخط ياذا التأدب … فما الخط إلا زينة المتأدب
فإن كنتَ ذا مال فخطك زينة … وإن كنت محتاجا فأفضل مكسب
وقال علي ابن أبي طالب " الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً "
على مستوى الاشتباه في كتابة الحروف :
قبل الشروع في رصد بعض مظاهر الاشتباه والخلط في الكتابة الخطية اليدوية لدى المتعلمين في التعليم الثانوي الاعدادي والتأهيلي والجامعي ، نشير إلى أننا سنتداول بعض المصطلحات اللغوية التي تصف شكل بعض الحروف الهجائية من قبيل: الحروف المهملة وهي الحروف غير المنقوطة ولها ما يشابهها من الحروف المنقوطة التي تدعى بالحروف المعجمة مثل: ( حرف الحاء مهمل ، وحرفا الجيم والخاء معجمان ، والدال مهمل والذال معجم … ويقال ايضا : حرف الدال المهمل، وحرف الدال المعجم والمراد الذال ) ، وللحروف أسماء أخرى بحسب عدد النقاط فنقول : حرف موحد كالباء الموحدة ، ومثنى كالتاء المثناة ومثلث كالثاء والشين ، ويقال بحسب عدد النقاط وموضعها : حرف التاء مثناة فوقية مقابل الياء المثناة التحتية أو الباء الموحدة التحتية والنون الموحدة الفوقية وهكذا ..
– حرف الألف " ا " دون أي ميلان أو اشتباك أو صغر الحجم فهو مستقيم لا يتصل بالكلمة، ولا حاجة لاستدارة جزئه السفلي فأحيانا ما ينتج عن ذلك معنى مخالف أو يسبب عدم قراءة وفهم المفردة…
– حرف الحاء المهملة أو المعجمة "ح ح" والصاد المهملة أو المعجمة " ص ص " : لاحظ الفرق إذن بينهما: الأول له حافة حادة في اليمين ومفتوح في اليسار.. بخلاف الصاد الذي يمتاز باستدارة مغلقة ويتم كتابته من اليسار بدءا من السطر وارتفاع مائل جهة اليمين نحو منتصف الألف ثم استدارة نحو السطر ..
– حرف الصاد والطاء سواء المهملان أو المعجمان : دقِّق معي في الفرق بين الصاد و الظاء: فالأول " ص ص " ليست له رقبة خلاف الثاني " ط ظ" ، ويتم التمييز بينهما أيضا بحدّ صغير مثل حدّ الباء "ص ب " ، ومن أنواع الاشتباه بين هذين الحرفين ذلك الخلط الشديد والمتكرر في كتابات المتعلمين والمتعلمات وحتى الأساتذة والباحثين في بعض المناسبات فبدلا من أن يكتب الضاد بدون رقبة يكتبها بالظاء كأن يكتب " تضمن" هكذا " تظمن" ، أو عكس ذلك كأن يكتب " ظاهرة ونظري "بحذف الرقبة على هذه النحو " ضاهرة و نضري " . والسبيل في تقويم هذا الاشتباه والخلط هو حسن نطق الضاد والظاء فالأول مخرجه هو شدة التقاء طرف اللسان باللثة ، أما الثاني فمخرجه هو طرف اللسان في فجوة صغيرة بين الأسنان الأمامية .. وهو نفس الخلط والاشتباه الذي يقع بين الدال المهملة والمعجمة " د، ذ " وبين التاء المثناة والمثلثة " ت، ث " ومعياره حسن نطق الكلمات أثناء القراءة والكتابة .
* – الاشتباه في كتابة الصاد والحاء والعين والميم والفاء : أحيانا ما تجد بعد أنماط الخطوط يشبه فيها الحرف " ص" حرف " ح" وحرف "ع" وحرف " م" وحرف " ف" إذ تكتب كلها في شكل استدارة شبه موحدة : في حين أن الصاد والضاد يمتاز باستدارة مغلقة مع حد صغيركما أوردنا آنفا " ص" ، أما الحاء فله حافة مرفوعة قليلا جهة اليمين " ح " و الأهم من ذلك أنه معقوف ومُحدَودب وغير مغلق جهة اليسار ، وبالنسبة لحرف العين أو الغين الذي يرد وسط الكلمة فهو أشبه بمثلث صغير مقلوب ومن المستحسن أن يكون مجوف الوسط في الخط اليدوي العادي ويجوز أن يكون وسطه مغلقا شريطة أن يكون مثل مثلث مقلوب: " ع ع" ، في حين نجد حرف الميم مثل دائرة صغيرة مفتوحة الوسط ( م م )… ولا يليق بك أن تخلط بين هذه الحروف ، فالخط الواضح والمقروء هو وسيلتك كي يفهمك القارئ ويستوعب مرادك ..
– الاشتباه بين حرف العين والكاف في أول الكلمة إذ يتم إيرادهما على شكل نصف دائرة مفتوح جهة اليمين أو ما شابه ذلك ، لكن بتأملك في طريقة رسم الحرفين سيبدو لك وجود فرق "ع" ، "ك " فالعين او الغين إذا ورد في بداية الكلمة يشبع نصف دائرة مفتوح جهة اليمين خلافا للكاف الذي يشبه حرف الدال " د " مع إضافة خط فوقه مائل نحو الأعلى في اتجاه اليمين " ك "
– نصادف كذلك حالة اشتباه أخرى في كتابة الحروف الآتية: الدال سواء المهملة أو المعجمة (الذال) "د ذ د " والراء المهملة أو المعجمة ( الزاي) " ر ر " واللام " ل ل ل " و النون المُوحدة الفوقية ( أي أن لها نقطة واحدة فوقها تميزها عن الباء الموحدة التحتية ) " ن ن ": لاحظ معي أن كل حرف من هذه الحروف يستقل عن الآخر في طريقة كتابته : فحرف الدال ترتفع حافته حوالي نصف حجم الألف، تأمل ذلك هنا : " ا د" مع ميلان قليل نحو اليسار ، وتُكتب قاعدة الدال على السطر " د " ، أما حرف اللام فيكتب على شاكلة الألف والنون إذا ورد في آخر الكلمة " ا + ن" هكذا : " ل" ، وإذا ورد في الوسط فيكتب مثل الألف و قاعدته على السطر " ل ل ".
أما الراء " ر " فهو يتسم باستدارة نحو أسفل السطر مثل رُبع دائرة مقعرة " ر ر " ، وتأمل معي كذلك الفرق بين الراء والنون التي ترد في الآخر " ر ن ر ن": فالراء والنون لهما تقعر أسفل السطر، إلا أن الراء أكثر تقعرا شيئا ما من النون، وتنتهي حافته أسفل السطر فيما يشبه ربع دائرة ، مقابل النون التي تتقعر بدورها أسفل السطر في شكل نصف دائرة وتنتهي استدارتها على السطر " ن " فحافته اليمنى تتقابل مع حافته اليسرى.
– الاشتباه بين الفاء أو القاف وبين النون والتاء سواء في بداية الكلمة أو وسطها أو في آخرها حينما لا يتم رسم استدارة الفاء والقاف المرتفعة فوق السطر .. وبعض النماذج تعكس الاشتباه فترسم حافة النون والتاء في بداية ووسط ونهاية الكلمة على شاكلة الفاء والقاف ، وهو ما يجب تجنبه تفاديا للتحريف والالتباس وعدم فهم المراد …
– الاشتباك بين بعض الحروف وما يورثه من اشتباه والتباس ، ويتعلق الأمر بحرف الهاء الذي يرسمه البعض رسما غير مقروء سواء بكثرة الدوائر أو باعتماد استدارة واحدة يلتبس فيها مع الميم او الصاد ، فالهاء إذا وردت في بداية الكلمة أو وسطها فهي تكتب بالخط الأكثر استعمالا والذي يميل إلى الخط المطبعي أو خط النسخ فحينها تكتب هكذا " ه ه " فهي في الوسط أشبه بدائرة اخترقها سهم في المنتصف من اليمين نحو اليسار ومن شدة الاختراق مال النصف العلوي والسفلي للدائرة نحو اليمين أما الهاء في بداية الكلمة فهي أشبه بشكل بيضوي مزدوج و مائل نحو اليسار .
وهناك أشكال أخرى من الاشتباك الذي يورث الالتباس وصعوبة القراءة مثل أنواع عديدة من الاشتباك في الالف واللام والواو وتاء المبسوطة في جمع المؤنث السالم التي تشتبك مع ما قبلها وسنكتفي بإيراد الصورة السليمة لهذه الحروف لتكون أنموذجا يحتدى " لا " والواو " و" ات " .
– الاشتباه الذي يقع بين حرف العين المهملة وبين الكاف أو اللام والحاء المهملة أو المعجمة وهو ما يورث التباسا في قراءة الكلمات المتضمنة لهذه الحروف في البداية ، ذلك أنها تُرسم كلها مثل نصف دائرة معقوفة ومفتوحة جهة اليمين ، والصورة السليمة لكتابة هذه الأحرف هي : " ع ، ك ، لح ، لح "
على مستوى النقط والمسافات :
– ومما لا شك فيه أن نقاط الحروف تشكل أيضا أحد أسباب الاشتباه والاستشكال الذي يعيق حسن قراءة الكلمات وفهمها .. فبعض الكتابات الخطية تغفل الكثير من النقط ولا يتم إثباتها فوق أو تحت الحرف المنقط، أو ما يسمى عند اللغويين القدماء بالحرف المعجم وهي خمسة عشر حرفا: " ب، ت ، ة، ة ، ث، ج، خ، ذ، ز، ش، ض، ظ، غ، ف، ق، ن، ي ي " فتصير تلك النماذج الخطية أشبه بالخط العربي القديم الخالية من النَّقط لعدم حاجة العرب إليها حينذاك ومكانتهم في العربية قبل اختلاط العرب بالعجم ما خلفه ذلك من انتشار اللَّحَن في نطقهم وقراءتهم وأحاديثهم ..
وبعض الأشكال الخطية الأخرى لا تضع النقط فوق أو تحت الحرف المنقط والمعجم فتلتبس مع الحروف المهملة أي التي تتشابه مع الحروف المعجمة ( ج،ح،خ / د،ذ / ر،ز/ س،ش /ص،ض / ط، ظ / ع، غ ) مباشرة بل تضع النقاط على الحرف الذي يليه أو الذي ورد قبله مما قد يسبب اشتباها والتباسا ، وقد تجد من يضع بدل النقطتان المثناة: نقاط مثلثة أو العكس ، كما يرسم بعض آخر النقطة الموحدة بنفس الطريقة التي يرسم بها النقطة المثناة والمثلثة ، وهو أمر يؤدي إلى التصحيف وقراءة الكلمة قراءة مغلوطة وعدم فهمها كأن يكتب التاء المثناة في فعل " تم " بنفس طريقة رسم نقاط التاء المثلثة في حرف العطف " ثم " وغير ذلك ..
– ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الباب أيضا أنه من الضروري أحيانا التوسيع بين حدود الكلمة الواحدة تفاديا للالتباس .. ويقع ذلك في الكلمات التي تتضمن حروفا لها نفس الحواف مثل : " يستنبت " فهذا الفعل يتضمن تسعة حدود وحواف الحروف .. وحتى لا تكون متقاربة فتشكل التباسا أثناء القراءة أمامك خياران :
إما إطالة المسافة بين كل حرف وآخر مثل " يستنبت " *
*أو تكبير حجم بعض الحواف بالمقارنة مع الأخرى كأن يتم رفع حجم حافة الياء والنون بمقدار ارتفاع الدال أو أقل بقليل مع إطالة المسافة بين السين والتاء مثلا .. ( يمكنك كتابة كلمة " يستنبت" في " الوورد " بخط ArabicTypesetting وسيتضح لك ذلك.)
– ومن أوجه الالتباس في الخط أن تجد التقطيع والفراغات والفجوات بين حروف الكلمة الواحدة مما لا يسمح معه أحيانا قراءة الكلمة وإدراك المعنى وتظل بعض الكتابات الخطية المتقطعة شاهدا على ذلك لن توفق الكتابة المطبعبة في هذا المقال في تصويره ومحاكاته لأن لمسة الكتابة اليدويه لها خصوصياتها وطريقتها في الميلان والاستقامة والاستدارة والتشابك والتقطيع … ، ويكفي الانتباه إلى ضرورة ربط كتابة حروف الكلمة الواحدة دون تقطيعها سواء كانت حروف الكلمة متصلة فيما بينها، أو منفصلة مثل " بدر – حرف- نار / بد ر- حر ف- نا ر".
– في مقابل ذلك نجد بعض الخطوط لا تضع مسافات وفجوات بين الكلمات ، فلو أنك ترقن وتكتب على لوحة مفاتيح هاتفك أو حاسوبك فإنك تضع مسافة بين الكلمات وهو ما لا يوجد في بعض الإنجازات الخطية مما يعمّق الاشتباه والخلط والاستشكال والضغط البصري على من يقرأ ذلك الخط ويعيقه في حسن المتابعة والفهم والتأويل
على مستوى تدبير عملية التحرير يوم الفرض والامتحان :
من بين أسباب عدم ضبط الخط العربي لدى المتعلمين في حصص المراقبة المستمرة وأثناء الامتحانات الاشهادية هو ضغط الزمن والتوتر وعدم التركيز ، ويمكن إيراد بعض الإجراءات والتدابير المنهجية لتجنب ذلك فيما يلي:
– استشعر معاني النص والسؤال والتمرين جملة بجملة وانخرط بخيالك مع المضامين والمعطيات .. فالخيال البشري كنز لا يفنى ، ومصدر الإبداع وسر المعجزات الإنسانية .. تستطيع أن تتذكر به معلوماتك السابقة بحسب المكان الذي راجعتها فيه أو طريقة تخزينك لها في ذاكرتك.. والآن وأنت أمام ورقة الامتحان تخيل كل ما تقرِؤه واصنع له صورا ذهنية في عقلك حتى تتمثله بدقة ، حينها ستحافظ على تركيزك واستيعابك وأنت تقرأ نص الانطلاق والتمرين والأسئلة … ثم دون كل فكرة ومعطى في مسودتك .. حدد كل المضامين على المسودة في شكل رؤوس أقلام وأنت تتبع جمل النص أوالتمرين .. ثم اقرأ الأسئلة بعناية، واجرد العناصر المطلوبة من كل سؤال وطريقة الإجابة عنه في خطاطة وتصميم عام حتى لا تنس أي عنصر.
– تجنب تدوين الإجابات كلها في المسودة طيلة الوقت إلى حدود الدقائق الأخيرة .. ثم تدونها في ورقة التحرير ..! فذلك سيؤدي إلى مساوئ كثيرة منها ضيق الوقت ، وعدم التدقيق في مضمون الإجابات، والتعثر والخوف وكثرة الأخطاء المعرفية والإملائية وغياب علامات الترقيم وعدم وضوح الخط وسقوطه في شرك الاشتباه والغموض مما يؤثر سلبا على نتائجك ..
– حاول أن تتصور الإجابة بالاعتماد على التصميم الذي حددته ورؤوس الأقلام المدونة على ورقة المسودة، ثم اشرع بتوكل على الله في الكتابة مباشرة على ورقة التحرير ، وكلما لاح لك مضمون ما أو تلألأ في عينيك أسلوب رشيق ما أو توهّج في وعيك رابط منطقي أو حجة أو استدلال ما فقم سريعا بتدوينه على المسودة قصد الرجوع إلى ذلك وقتما ستُباشر الإجابة على السؤال أو المستوى الذي يستدعي توظيف تلك المعطيات ..
– استعن بالمُبيّض كلما ظهر لك في حينه أنك أخطأت في الإملاء أو الأسلوب أو المعرفة أو الخط . وحاول أن لا يكون التبييض عشوائيا ومبعثرا وكثيفا .. بل تتبع به مسار الخط بعناية وخفة فحسب …
– اهتم بعلامات الترقيم المناسبة ونظام الفقرات ووضوح الخط وتمايز حروفه ضمانا للتناسق والانسجام …
استراتيجيات تحسين الخط واجتياز الامتحان بنجاح
بقلم ذ. أحمد أمرير
استاذ التعليم الثانوي التأهيلي
مدرب معتمد في التنمية الذاتية والتفوق الدراسي
0 تعليقات