المشـروع الشخصـي للتلميذ: مدخـل لتحديـد المفهـوم وتفـاعل الأبعـاد
د. جليـــل الــغـــــرباوي
د. محمـــــد الفتحـــــــي
يحيل مفهوم المشروع على منهجية جديدة العمل قائمة أساسا على التشارك والتواصل والتدبير والتخطيط والانفتاح ويحيل في المجال التربوي على أنواع مختلفة من المشاريع والتي تتضمن المشروع البيداغوجي، المشروع التربوي، ومشروع المؤسسة. ومن ثمة تتنوع مجالات العمل بهذه المنهجية تبعا لتعدد أنواعها وأهدافها وطرائق إعدادها. كما لهذا المفهوم امتدادات في مجالات معرفية ومهنية مختلفة.
ويشكل المشروع الشخصي للتلميذ حلقة تفاعل مجموعة من الأبعاد النفسية والتربوية والاجتماعية وتفاعل جهود عدة متدخلين، إذ بالإضافة إلى التلميذ محور العملية التعليمية يبرز دور الفاعلين التربويين والأسرة. ويعتبر بناؤه عملية معقدة قابلة للتطوير بشكل مستمر حيث تناط بعملية التوجيه التربوي مهام أساسية باعتبارها عملية مستمرة تهم السهر على إعداد وتنفيذ المشروع الشخصي للتلميذ في نطاق التكوين والاندماج الاجتماعي والمهني للتلاميذ، وذلك حسب نظام الطموحات والقدرات وفق مراقبة مستمرة للتلميذ وقياس تقدمه انطلاقا من حوار مستمر بين الفريق التربوي وأسرة التلميذ، في إطار منهجية تسعى إلى تطوير كفاياته وترسيخ تكافؤ الفرص. تبعا لهذه العناصر فإن التوجيه التربوي نطاق تفاعل مجموعة أنظمة من التمثلات خاصة تمثل الذات، تمثل العالم المهني وتمثل أنساق التكوين، من ثمة تسعى هذه الورقة إلى التوقف عند مفهوم المشروع الشخصي للتلميذ وأبعاده والجوانب التربوية التي تؤطره.
I– الـمفهــــوم والأبعــــــاد:
يتأسس مفهوم المشروع الشخصي للتلميذ على بعد جديد للعملية التعليمية يرتكز على الخلق والإبداع ويجعل من المتعلم محور نشاطها وذلك في إطار منظور تربوي جديد تتجدد في إطاره البرامج والمناهج والطرائق التربوية وتتجدد وظائف المدرسة وعلاقاتها بالمحيط بأبعاده الإقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يكسب الحياة المدرسية غنى وحيوية ويصبح الهدف الأساس تنمية الكفايات وتربية المتعلم على الاختيار وتحديد مشروع شخصي عبر تنمية القدرة على التحليل والتركيب والملاحظة والاستنتاج والتقويم والإشراك والتفاعل مع المحيط.
يمكن هذا المفهوم الجديد للعملية التربوية من تعزيز ركائز مدرسة ترسخ المساواة وتكافؤ الفرص وتهيئ المتعلم لاكتشاف وتطوير مواهبه وتمكينه مع حظوظ وفرص التعبير عن الذات والطموحات والتفاعل مع الآخرين في إطار من التضامن والحوار البناء والاحترام المتبادل والإيمان بالإختلاف. كما يمكن المتعلم من المشاركة والحرية والإحساس بالمسؤولية، في هذا النطاق تحمل الحياة المدرسة زخما جديدا متجددا يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف:
– التشبع بقيم المواطنة الحقة والقدرة على التحول إلى فاعل حقيقي في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاندماج فيها.
– تنمية كفايات تمكن من رؤيا نقدية واستشرافية تستحضر الآني والمستقبلي.
– ربط الجسور مع تراث الأمة الحضاري والثقافي والتشبع بالقيم الأصيلة والانفتاح في نفس الآن على تطورات العصر الفكرية والتكنولوجية والعلمية والمعرفية.
– الوعي بحيوية المجال البيئي وتنمية ثرواته.
– القدرة على استثمار المعلومة وتوظيفها ومساءلة الفكرة والفرضية والقردة على تطويرها وبلورتها بحس نقدي وقدرات تواصلية بناءة.
فما مضمون وأبعاد المشروع الشخصي للتلميذ،…
وما هي الإستراتيجية التربوية الضرورية لإعداده،…
وكيف يتم تدبير عملية الإعداد هذه، وكيف يمكن تأطير التلميذ ومساعدته على إعداد مشروعه الشخصي؟ وما هي الأنشطة التي يلزم اعتمادها من أجل الإعداد الفعلي لهذا المشروع بالنسبة لتلميذ المرحلة الثانوية؟
1– البعد الحيوي والطبيعي والدينامي
يندرج المشروع الشخصي في إطار نزوع طبيعي نحو المستقبل في تفاعل مع الماضي والحاضر يوجه التلميذ نحو بناء تاريخه الشخصي وبحث عن الإشارات والعلامات والعلاقات التي تؤهله للتحكم في الممكن، يسمح هذا النزوع الطبيعي للتلميذ بتوقع وتخيل الممكن والمحتمل وتدبير الوقت والتكيف مع الاحتمالات والتغيرات غير المنتظرة، والاستعداد للتفاعل مع المحيء والقدرة على التعبير عن الذات وإثباتها، وتمثل هويته الذاتية والجماعية. فالطفل لما ينطق مثلا بعبارة ( عندما أكبر سأصبح … ) فهو يعبر عن عملية إقتداء بنموذج انساني محدد، ومن خلال ذلك يعبر عن رغبته في أن يصبح كبيرا، الأمر الذي يدفعه للسعي إلى هذا النموذج في إطار نزوع طبيعي حيوي ودينامي.
2 – البعـد الحلمي
ينبني المشروع على مجموعة من المراحل، وبالنسبة للتلميذ فإنه يبدأ حلما قبل أن يصبح موضوعا للتفكير وطموحا وخطة عمل مستمر فهو يولد لدى صاحبه تصورات وتمثلات تغدي المشروع نفسه، وفي أحضان تلك التصورات تتشابك الرغبات والأفكار والآمال والأحلام والآلام، لتنسج خيوطا قدتفتقد أحيانا الطابع المنطقي لتتعايش مجموعة من ثنائيات العقلاني / ألاعقلاني ، المنطقي / غير منطقي.
من ثمة يولد المشروع الشخصي للتلميذ حلما ليتجه نحو التموضع في المستقبل الاجتماعي والمهني والشخصي، لكن كلما كان الحلم كبيرا وطموحا وكان الحاضر قوياو كان المشروع الشخصي غنيا ومهما، وفي غياب هذا الحلم والطموح والحافز الذاتي تصبح عملية تعبئة الطاقات وتوجيهها عملية غير يسيرة. يولد المشروع إذن بفضل تفاعل إيجابي بين الحلم والواقع والخيبة والآمال، وبفضل القدرة على الاختيار والوعي بتعدد الاختيارات والتمكن من رسم حدودها ومعيقاتها يتجدد الأمل في المشروع الذي يصبح بدوره متجددا .
3 – البعد المستقبلي أو التخيل المتمحور حول المشروع الأساسي
يتمحور هذا البعد على التفكير في الذات والقدرات والكفايات والإمكانيات والصعوبات والمعيقات، وما يستلزمه المشروع كاستجابة تضمن إشباع هذا النزوع الذاتي من جهة، والوعي من جهة أخرى بمقومات ومكونات المحيط الخارجي، وضمن ذلك الفرص التي يتيحها والإمكانيات التي يوفرها وكذا الحواجز والمعيقات التي تفرزها والتي يمكن أن تعـوق تحقيـق
مشروع شخصي دون آخر، مما يفرض أهمية استحضار المشروع الأساسي لمجمل الاحتمالات الممكنة لخلق تمفصل بين معرفة الذات ومعرفة المحيط وبين الرغبات الذاتية والواقع.
تحكم عملية المشروع الشخصي للتلميذ وبنائه ثلاثة أبعاد تجعله يتجاوز البعد التقني ليصبح مقاربة استراتيجية دقيقة تستجيب لتنوع خلقي محدد يؤطرها حس ثقافي يتجدر في الواقع المعيش للتلميذ. وضمنها:
– البعد الاستراتيجي أو جدوى المغامرات خلال القيام بالفعل:
يتضمن المشروع مجموعة من المراحل ويدمج في الآن ذاته تفاعلات بين عدد من الجوانب التربوية والبيداغوجية والديداكتيكية، وتفاعل المعنيين به تصورا وتحقيقا وتأطيرا وتوجيها، مما يجعل منه خطة استراتيجية تعمل على تدبير هذه التفاعلات من أجل تدقيق استخلاص مقوماته وتحديد كيفيات مستويات التدخل لتعميقه وفق منحى يدمج استراتيجيات متنوعة تتحدد في ضوئها مهام الأسرة والفاعلين التربويين.
– البعد الخلقي:
يتجاوز هذا البعد عملية التخيل والتفكير وبناء المشروع والسعي إلى تنفيذه في ظل شروط محددة، ليصبح الهدف العام بناء شخصية التلميذ وتنمية كفاياته وتأهيلية للقدرة على الاختيار الحر والمستقل والوعي بحقوقه وحقوق الآخرين، وبالتالي فإن الجانب الخلقي يجعل من مقاومة أو رفض المراهق لمشاريع جاهزة أمرا عاديا فإن مبدأ الاستقلالية وحرية الاختيار أساس قوة المشروع وغناه.
غير أن هذه الاستقلالية ليست عملية مواجهة مع الآخرين فقط ولكنها حوار مع الذات نفسها. وبالتالي استحضار الجانب النفسي والاجتماعي المميز لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل عملية ضرورية لتدقيق مشروعه وتوجيهه.
– البعد الانثروبولوجي:
انطلاقا من هذا البعد، ليس المشروع عملية منهجية تقنية بسيطة، بقدر ما هو عملية مركبة تتداخل فيها مستويات عدة، قد تتطلب من الفاعل التربوي العودة إلى حقول معرفية مختلفة لفهمها وتأطيرها قد تتجاوز حدود علوم التربية وعلم النفس، لتستعين بالانثروبولوجيا واللسانيات وعلم الاجتماع والتخصصات المتعلقة بعالم الشغل والإنتاج. إذ ليس من اليسر التعرف على ميولات التلميذ دون روائز غنية ومتطورة، نظرا للحمولات النفسية والاجتماعيـة
والثقافية للمشروع والتي تجعل منه ليس استجابات ميكانيكية لحاجات، بل نزوعا يرتبط برغبات وأبعاد مركبة. إذ كما يقول باشلار "إن الإنسان نتاج الرغبات وليس الحاجات". فالمشروع إذن هو القوة التي بفضلها يعمل الإنسان على تغيير نفسه وتغيير محيطه في اتجاه ما.
II– تهيئ المتعلم لإعداد مشروعه الشخصي:
تنطلق العملية من الهدف العام للعملية التربوية: ذلك إن كانت المدرسة الجديدة حياة متميزة بالنسبة للطفل باعتبارها مجالا للمعرفة والتعلم فإن ضمن وظائفها الأساسية معالجة الاختلاف والتنوع المتعلق بالمكتسبات والحوافز والمتغيرات المرتبطة بالأوساط السوسيو ثقافية، ليصبح أحد الأهداف الأساسية لهذه المدرسة مساعدة التلميذ على بناء مشروعه الشخصي. فإلى جانب عملية بناء الكفايات والمعارف والتقنيات تحتل الطرائق التي تنمي استقلالية التلميذ وتطوير حب الإطلاع لديه وإذكاء رغبته وقدرته على التعلم التدريجي باعتماد نشاطـه الخاص أهمية بالغـة. حيث المبتغى من هذه الطريقة تمكين المتعلم في بناء مشروعه الشخصي والقيام بتقويم ذاتي على أساس قاعدة واضحة من المعايير الايجابية والمقبولة والمفهومة. وفي هذا الإطار لا يمكن دمج متغير المشروع الشخصي دون تجاوز الاستراتيجيات البيداغوجية التقليدية والعمل على مجموعة من الأهداف:
أ- إثارة حب الإطلاع لدى المتعلم وذلك بدفع التلميذ إلى مساءلة ذاته أولا ومساءلة وجهة نظره بالمقارنة مع وجهات نظر الآخرين وأن يكتسب القدرة على معالجة المشاكل والصعوبات التي يواجهها سواء كانت مجردة أو عملية
ب- إثارة مشاعر المتعلم، ذلك أن للبعد الإنفعالي وللدور الذي تؤديه المشاعر والرغبات أهمية تحفيزية كبرى، فإثارتها تصبح قوة دفع حقيقية لطاقات التلميذ وكفاياته.
ج- البحث عن التوجهات التي تقود إلى كل ما هو جميل، ومن هذا المنطلق لا يتأتى إدماج العمل البيداغوجي المتمحور حول المشروع الشخصي ما لم يتم العمل على تنبيه وتوجيه المتعلم إلى القيم الجمالية والتي يلزم أخذها بعين الاعتبار في إعداده لمشروعه الشخصي.
د- تعلم تحليل الظواهر من خلال بحث الأسباب والنتائج وذلك في إطار مبدإ أساسي يقتضي أن إعداد المشروع الشخصي والوعي بمحدداته ونتائجه لا يستقيم ما لم يتم العمل بيداغوجيا على تطوير ملكات التفكير المنطقي لدى المتعلم من خلال تمكينه من التعرف على القوانين المنظمة للكون والطبيعة والمجتمع.
هـ- الاهتمام بالجانب المعرفي بموازاة عملية تنمية الكفايات، يترتب عن هذا المعطى ضرورة تحيين المعارف مادة البرامج الدراسية باستمرار، في إطار الانفتاح المتجدد على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، من أجل تسهيل عملية اندماج المتعلم في محيطه وتطوير قدراته التواصلية.
III– منهجيـــــة العمــــــل:
ليست هناك منهجية جاهزة، وطريقة موحدة لتحقيق الأهداف المنشودة بقدر ما تبدو الطرائق القائمة على التنوع والمتمحورة حول المتعلم مع مراعاة حريته واستقلاليته أكثر نجاعة، والتي توفر له إمكانيات اكتساب مهارات متعلقة بكل مادة أو تخصص، على أن الكفايات المعرفية والمهاراتية يلزم تحديدها بشكل دقيق من أجل التمكن من تقويمها في نهاية كل مرحلة لقياس نسبة الإنجاز والعوامل المسؤولة عن الفشل والنجاح. إلى جانب ضرورة اكتساب المتعلم معارف ومهارات عامة ضمن الاهتمام بالكفايات الممتدة، كما تعتمد هذه المنهجية على تعلم العمل الجماعي والتركيز على ما يتيحه من مناخ يشجع على التعاون والتضامن والتنافس والاعتياد على الحياة الاجتماعية، مما يتطلب تدبير العمل التربوي بما يؤهل التلميذ لمعرفة حدود طاقاته والعمل على تعبئتها. ولعل من المتطلبات الأساسية لوظائف المدرسة الجديدة قدرتها على الإنصات للتلاميذ والعمل على تيسير التعبير عن الطاقات واحترام تنوعها والعمل على النضج الفكري والانفعالي للمتعلم، وذلك من أجل تمكينه من أحسن السبل التي تتيح له تكوينا جيدا. وحسب هذا التصور يجب أن يفهم الفشل باعتباره مؤشرا على ضرورة مراجعة استراتيجية التعلم. في هذا النطاق تكتسي عملية التوجيه التربوي مرحلة حاسمة من مراحل الحياة الدراسية للتلميذ، كما تناط بالفريق التربوي مهمة حاسمة في توجيه وتأطير المشروع الشخصي للمتعلم.
IV – مدخل لمنهجية تأطير تلاميذ المستوى الثانوي لإعداد مشروعهم الشخصي
من أجل دعم مجهود التلاميذ المتعلق بإعداد المشروع الشخصي بالسلك الثانوي يمكن تنظيم حلقات دراسية تنصب على تأطير محاولتهم قصد مساعدتهم على بناء مشاريع شخصية تهم مستقبلهم الدراسي والمهني.
فكيف تتم هاته العملية؟ وكيف تقود إلى صياغة مشاريع شخصية؟
من أجل توضيح هذه المسألة نتوقف عند مجموعة من العناصر والأهداف التي تتمحور حولها هذه العملية:
1- أهداف الحلقة الدراسية:
خلال هاته الحلقة سيتعلم التلاميذ كيفية البحث عن المعلومات حتى يتمكنوا من بناء مشروعهم الشخصي.
2- أهداف المدرس:
تحسيس التلاميذ باهمية التوجيه وذلك حتى يتمكنوا من بناء مشروعهم الشخصي.
3- أهداف المكلف بالتوثيق:
– مساعدة التلاميذ على اكتشاف أنواع الوثائق.
– جعلهم يتعرفون على كيفية تصنيف الوثائق وكيفية الحصول على المعلومات.
– المكتسبات القبلية: يجب أن يملأ التلاميذ مع السنة الثالثة استمارة تهم مراكز الاهتمام
( اختبار الحوافز والتعرف على مراكز الاهتمام )..
4- القدرات التي يمكن استعمالها:
– التموضع بالنسبة لنظام المعلومات.
– الاستقلالية في عملية البحث.
– الاستغلال الجيد للمعلومات.
– اكتشاف مهنة بطريقة جد محددة ودقيقة.
– تركيب المعلومات المجمعة.
– تقويم الحصة.
5- تنظيم الحصة:
– حصر المدة الزمنية في مجموعة من الحصص.
– الاشتغال على وثائق محددة.
– العمل الفردي.
6- تحضير عمل الموثق:
– التشاور مع المدرس من أجل إعداد الحصة.
– إعداد وثائق العمل.
– تنظيم الوثائق.
– تكوين ملف بالنسبة لكل تلميذ يحمل عنوان"مشروع توجيهي".
– تأطير ومساعدة التلاميذ على ممارسة البحث.
7– تحضير عمل المدرس:
– تحضير الحصة بتعاون مع الموثق.
– التعرف على الوثائق المقدمة من طرف الموثق.
– توجيه ومساعدة التلاميذ.
– العمل على إعداد ملخص تركيبي داخل القسم حول الأعمال المنجزة.
8– وسائل العمل:
– بطاقة الاستمارة.
– بطاقة تلخيص وتركيب المعلومات المجمعة.
– استمارة تقويم الحصة.
– بطاقة تتعلق بمصادر المعلومات.
– التصنيف المفتاحي للوثائق.
– فهرسة الوثائق.
9- المتدخلون:
– المستشار في التوجيه
– المكلف بالتوثيق.
– المدرس.
10– طريقة التقويم:
– تقويم التلميذ خلال الحصة بواسطة استمارة يقوم بملئها.
– تلخيص التلميذ وتركيبه للمعلومات من أجل إعداد "بطاقة المهنة الشخصية".
11– تقويم الحصة:
– إمكانية إبراز عدد من نقط الضعف، كعدم كفاية المعلومات المتعلقة بعدد من المهن الخاصة، مثل مروض الحيوانات، المدرب الرياضي، المرشد السياحي…
– إمكانية إبراز عدد من الايجابيات، مثل تمكن التلاميذ من إنجاز تمثل وفهم أكثر واقعية للمهنة المختارة، كما يمكن أن تعتبر بالنسبة للبعض فرصة تمكنهم من تصحيح أفكارهم الخاطئة والعدول عن الاختيارات المهنية غير الملائمة.
وفي نهاية الحصص يفترض أن يصبح التلميذ مؤهلا للبحث وحده عن المعلومات.
إن هذا العمل يقود التلاميذ إلى امتلاك وعي بمراكز اهتمامهم، كما يمكنهم من التفكير بعمق في طموحاتهم، إنه يعطيهم فرصة تملك مشروعهم الشخصي ويؤهلهم لان يصبحوا فاعلين بالنسبة لتكوينهم.
v– الأنشطة المدعمة للمشروع الشخصي لتلميذ السنة الأولى باكالوريا وسنة الجذع المشترك
إذا كانت استمرارية الممارسات البيداغوجية التقليدية عرقلة للتجديد التربوي فإنه موازاة للمستجدات التربوية المتعلقة بالبرامج والمناهج وتدبير الزمن المدرسي والتنظيم البيداغوجي لمختلف الأسلاك التعليمية فان المستوى التشريعي عنصر من عناصر تعزيز وضع التلميذ كفاعل أساسي مسؤول عن مساره الدراسي لذا فإن التطوير والتجديد المستمر للنصوص التشريعية المتعلقة بكل جوانب التمدرس شرط ضروري لإدماج المشروع الشخصي للتلميذ.
كما أن التعرف على عالم المقاولة، وتنظيماتها والعلاقات الاجتماعية داخلها وعلى التأهيل والتكوين وعلى مناصب الشغل التي تتيحها العملية الإنتاجية يمكن المتمدرس من الوعي بواقع سوق الشغل ومتطلباته سواء تلك المتعلقة بالجانب التكويني أو الشخصي. وذلك يقود المتمدرس إلى الاندماج بشكل جدي واع في عملية الاختيار المدرسي والمهني.
بالإضافة إلى أن المسار الذي يقطعه التلميذ في إعداده لمشروعه الشخصي يمكنه من التحكم في عدد من المهارات، ومن أهمها امتلاكه لوعي علمي لاختياراته المدرسية والمهنية، الأمر الذي يوفر له فرصة التمكن من أنجاز اختيارات ناجحة
ومن المصادر المهمة التي تساعده في هذه العملية تلزم الإشارة إلى أهمية المراجع الرسمية المتعلقة بالمسارات الدراسية ومختلف الشعب والأسلاك.
إن الفائدة البيداغوجية لهاته العمليات تتمثل في كون اكتسابها بشكل عميق يمكن المتمدرس من استثمارها في مواجهة العملية الصعبة والمعقدة وهي المتمثلة في التوجيه.
وتستمد هذه المعطيات أهميتها من كونها تشكل قاعدة تؤهل التلميذ لامتلاك معارف تساعده على إيجاد أجوبة على كل تساؤلاته المتعلقة بالتوجيه
* مستوى السنة الأولى من الباكالوريا:
من أجل توضيح الوسائل المعتمدة في تجميع المعطيات المتعلقة بالحقل التربوي والاجتماعي والاقتصادي الكفيلة بمساعدة تلامذة السنة أولى باكالوريا على إعداد مشروعهم الشخصي نستعرض:
استمارة المهنة :
– الاسم والنسب:……………………
– القسم:………………………..
– المشروع الشخصي : (حاول في بعض الأسطر وصف بعض أهدافك ورغباتك المتعلقة بمهنة المستقبل).
– المهنة: ( اختر مهنة تعتقد توافقها مع رغباتك المستقبلية).
– تعريف الأنشطة المتعلقة بالمهنة المختارة.
– تحديد القطاعات أو القطاع الذي تنتمي إليه المهنة المختارة .
ظروف العمل:
– الإجابة: ……………………………………………………………….
الأجر: (ما هو الأجر الذي يهم المهنة المختارة؟).
– المصادر :………………………………………………………………
– العمل فرديا أو داخل جماعة:
– العلاقات التراتبية : ( من هم رؤساؤك ومستخدموك خلال ممارسة المهنة المختارة؟).
– المصادر: ………………………………………………………………
التنقلات: (حدد قدرتك على التنقل خلال ممارستك للمهنة المختارة : ……………….
– المخاطر المهنية: (حدد مخاطر ممارستك للمهنة المختارة).
– الوسائل المعتمدة : ( اعرض كل واحدة منها): …………………………….
البحث عن معطيات إحصائية :
– عدد الأشخاص المعنيين بمهنتك المختارة على المستوى الوطني والإقليمي: …………….
– تطور أعداد المنتمين لهته المهنة :(قدم بعض المنحنيات ).
– توزعهم حسب السن :……………………………………
– توزعهم حسب المستوى الدراسي: ………………………………
– تطور الأجور المتعلقة بالمهنة المختارة: …………………………….
– نسبة العاطلين الحاصلين على نفس الدبلوم الذي تود الحصول عليه: ……………..
معلومات رقمية أخرى ترى جدواها:
التكويـن :
نوع التكوين
المدة
شروط القبول
المؤسسات والعنوان الكامل
– تلخيص المعطيات : ( 15 سطرا على الأكثر).
– لخص أهم المعلومات المقدمة: ………………………..
– إعط وجهة نظرك المتعلقة بالمهنة المختارة: …………………………………
– كيف تتوقع مسارك الدراسي المتعلق بالمهنة المختارة: ………………………
* مستوى الجدع المشترك:
بالنسبة لهذا المستوى الدراسي من المهم جدا توعية المتمدرس بعدد من متغيرات الحياة المدرسية والاجتماعية والاقتصادية وذلك من أجل تمكنينه من القيام بالخطوات الأولى المتعلقة بإعداد مشروعه الشخصي.
ويمكن القول بأنه ومن خلال الأنشطة المقترحة يتم العمل على تحقيق مجموعة من الأهداف منها تمكين المتمدرس من عدد من المهارات ومساعدته في نفس الآن على إعداد مشروعه الشخصي. ومن أجل تحقيق ذلك يمكن اعتماد خمسة أنماط من الأنشطة:
1- البحث الميداني:
يتطلب تجميع البيانات من أجل التعرف على حاجيات التلاميذ تمكين المتمدرسين من فهم محيطهم الاجتماعي والاقتصادي والتساؤل حول النتائج التي توفرها لهم عملية تقصي الواقع.
لتوضيح هذه المسالة نقدم نموذجا لبحث ميداني وفق ما يلي:
– ما هي أسباب انتمائك للشعبة الحالية ؟
– هل هو اختيارك الشخصي؟
– هل يوجه اختيارك مشروع دراسي أو مهني أو هما معا ؟
– ما هي الأنشطة التي يتطلبها انتماؤك لهذه الشعبة ؟
– ما هي الدراسات التي تتوقع القيام بها؟
– ما هي مدتها ؟
– وفي أي إطار ستعمل على تنفيذها؟
– ما هي الخصائص والقدرات التي تتطلبها؟
– ما هي المهنة التي تود الحصول عليها؟
– ما هي الخصائص والقدرات التي تتطلبها؟
– هل سبق لك أن قمت بمحاولة اعتماد خطة توجيه مدرسي؟ نعم أم لا.
– إذا كانت الإجابة بنعم فبمن استعنت ؟
– بمستشار في التوجيه.
– بالأسرة
– بأقرانك
– بالمدرسين
– بالمهنيين
– بوسائل الإعلام
– بمصادر أخرى.
– ما هي المعلومات التي تحتاج إليها من أجل توجيهك الدراسي؟
إن تقنية البحث هاته توفر للتلميذ فرصة إنجاز اختيارات عقلانية تهم مستقبله الدراسي والمهني نظرا لكونها توفر له مجموعة من البيانات والمعطيات الكفيلة بجعل رؤيته لمستقبله الدراسي والمهني رؤية واضحة.
2- البحث الوثائقي الذاتي :
يستحسن أن تتم المرحلة الثانية من العمل نهاية شهر يناير وأن تنصب على قيام التلاميذ ببحث وثائقي ذاتي يؤهلهم لتجميع البيانات والمعطيات المتعلقة بتحديد إستراتيجية توجههم الدراسي والمهني. وتعد هذه المرحلة تكملة للمرحلة السابقة والمتعلقة بالبحث الميداني.
إذ البحث الوثائقي يتيح للتلميذ الحصول على بيانات مكتوبة وموثقة مما يجعلها ذات مصداقية كبيرة بالنسبة إليه، فالتلميذ الذي اختار مهنة الصحافة مثلا ودافع عنها خلال المرحلة الأولى (مرحلة البحث الميداني) سيجد نفسه مؤهلا لاختيار الصحافة الرياضيةمثلا لأن البحث الوثائقي وفر له فرصة تدقيق اختياره المهني والدراسي وهو ما يمكن أن يحصل بالنسبة لباقي التلاميذ ولباقي الاختيارات المهنية.
ويمكن التأكيد أن هاته الوسيلة توفر للتلاميذ إمكانية استغلال عدد من المهارات المتمثلة في البحث وانتقاء المعلومات وإنجاز تقويم ذاتي.
3- الوسائل السمعية البصرية:
يتم إعداد المشروع الشخصي من طرف التلميذ إذن عبر مجموعة من المراحل منها مرحلة اعتماد الوسائل السمعية البصرية. من هنا تبدو أهمية توفير مكتبة تشمل مجموعة من البرامج الوثائقية التي تهم إعداد المشاريع المدرسية والمهنية مما يوفر للتلاميذ إمكانية التعرف على لائحة المهن ومتطلباتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
ومن الناحية الإجرائية فإن عرض هذه الأفلام أمام التلاميذ يمكنهم من تسجيل ملاحظات وطرح مجموعة من الأسئلة المحددة حول المهن المتضمنة في هاته الأفلام، وذلك من أجل استخلاص العناصر التي تساعدهم على الوعي بقيمة المهن في علاقتها مع ما هو شخصي واجتماعي واقتصادي، ويساعدهم على تدبير اختياراتهم الدراسية والمهنية المتعلقة بمستقبلهم.
4- نهـج السيـرة :
بعد انتهاء المراحل الثلاثة السالفة، والتي تتعلق بتقويم وإغناء معلومات التلاميذ، يمكن القيام بعملية جديدة تتمثل في إعداد سيرة ذاتية ورسائل وطلبات.
وتتمثل أهمية اعتماد السيرة الذاتية في كونها تندرج ضمن مقاربة المشروع الشخصي للتلميذ لكونها تمنحه عددا من الوسائل التي تسمح له بإعداد وبناء معرفة عن الحياة المهنية وتمنح مشروعه الشخصي، مضمونا إجرائيا كماتعود التلاميذ على التحكم في مهارة إعداد ها وإنتاجها باعتماد المعلوميات المكتسبة.
كما تكسب التلاميذ مهارة التنظيم الدقيق للبيانات التي تتعلق بشخصيتهم في علاقتها بطموحاتهم المهنية والدراسية.
5- المعـارض:
تتمثل المرحلة الأخيرة في هاته المقاربة في إعداد زيارة للمعارض المتعلقة بالقطاعات الاقتصادية المكونة للحقل الاقتصادي والمتعلقة بعدة مقاولات مما يوفر للتلاميذ إمكانية استكمال رصيد البيانات والمعلومات المتعلقة بإعداد المشروع الشخصي.
ومن الناحية العملية والإجرائية هناك ضرورة تأطير عملية زيارة المعارض وتنشيط مناقشة المعطيات التي جمعوها باعتماد تقنية "الزوبعة الفكرية"، والتي يمكن أن تقودهم إلى تجميع تساؤلاتهم في محاور مركزية نؤكد هذا الإطار ثلاثة منها:
أ– ما هو مضمون العمل الذي نحن بصدد مناقشته ؟
ب– ما هي القدرات التي تتطلبها ممارسة المهن المعنية ؟
ج- بماذا يمكن أن تفيدنا هاته المهن ؟
ومن المهم جدا أن يعمل التلاميذ على إجراء مجموعة من المقابلات مع الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين بهدف تجميع البيانات وتدقيق رؤيتهم وموقفهم من لائحة المهن التي يوفرها الحقل الإنتاجي الوطني والجهوي وتوافقا مع هذا المنحى يمكن اعتماد نموذج بطاقة المقابلة التالية:
أ- ما مضمون العمل الذي نحن بصدد مناقشته ؟
* طبيعة العمل:
– ما هي المهام المنجزة ؟
– ما هي المسؤوليات المرتبطة بهذا العمل؟
* ظروف العمل:
– ما هو مكان العمل ؟
– ما هي عدد التنقلات ؟
– ما هي أوقات العمل ؟
– هل يتطلب عملا فرديا أم جماعيا ؟
– ما هي علاقة ومناخ العمل ؟
– ما هي التدرجات التراتيبة التي يعتمدها العمل ؟
– ما هي المخاطر التي ينطوي عليها ؟
ب- ما هي القدرات التي تتطلبها ممارسة المهن المعنية ؟
* المواصفات الضرورية :
– ما هي القدرات العضوية الضرورية ؟
– ما هي القدرات الفكرية الضرورية ؟
– ما هي الطبائع النفسية التي تتطلبها المهنة ؟
– هل هناك متطلبات خاصة ؟
* الاستعدادات الضرورية :
– ما هو الديبلوم الذي يلزم التوفر عليه من أجل ممارسة هذا العمل ؟
– ما هي الدراسات التي يتطلبها (المدة – المكان – المتطلبات…) ؟
– ما هو نمط الانتقاء من أجل التوظيف (ملف – مقابلة – مباراة …) ؟
– ما هي طبيعة التكوين المستمر الذي يتطلبه الارتقاء في هذا العمل ؟
ج- بماذا يمكن أن تفيدنا هاته المهن ؟
* الأجـر :
– ما هو الأجر الممنوح عند بداية ونهاية العمل ؟
– ما هي الامتيازات الاجتماعية الممنوحة لهذا العمل ؟
* آفاق المهنة :
– ما هي المناصب التي يمكن تقلدها ؟
– كيف تتم الترقية في هذا العمل ؟
– هل يمكن تغيير العمل بمهن أخرى ؟
إن هذا النشاط يوفر للتلاميذ إمكانية تعلم تنظيم أفكارهم وتصنيفها حسب القضايا والمحاور. كما أن مشاركتهم في المعارض يتيح لهم فرصة بناء معرفة علمية عن الحقل الاقتصادي وسوق الشغل والقطاعات ذات الآفاق الايجابية.
خلاصــة:
يرتبط مفهوم المشروع الشخصي للتلميذ وتفاعل أبعاده، بما يعرفه الحقل التربوي من نقاش واسع حول وظائف المدرسة وعلاقتها بالمحيط وحول قضايا إصلاح البرامج والمناهج وتطوير طرائق التدريس انطلاقا من مرجعيات تجعل من المدرسة فضاء للخلق والإبداع وتنمية الكفايات موازاة لإدماج ثقافة حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة بصفة خاصة في البرنامج الجديد والسعي إلى تحقيق تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين ودمقرطة الحياة المدرسية.
ومن رحم هذه التوجهات انبثقت فلسفة المشروع الشخصي للتلميذ والتي تتناغم مع التدريس المتمركز حول المتعلم واستراتيجة التجاوب مع رغبات وميولات المتعلمين والارتقاء بجودة التعليم والتطور الحاصل في مواصفات الكفاءة في ظل تطور متطلبات سوق الشغل التي أضحت تتجه أكثر فأكثر نحو التشدد انطلاقا من تحديات العولمة والتطورات الهائلة في مجال التكنولوجيا وتقنيات الإعلام والتواصل وتنامى حدة المنافسة.
كما أنه لابد من التأكيد على أن تنفيذ مقاربة المشروع الشخصي للتلميذ قد لا تتأتى ما لم تتوفر الجرأة التربوية الضرورية للإقبال على تجريب المغامرات البيداغوجية خاصة وأن روح الجرأة والمغامرة تعد عوامل ضرورية لخلق والتجديد في الحقل المدرسي.
ولا شك أن اعتماد المشروع الشخصي يتطلب التعاون مع خبراء العلوم التربوية، مثلما يتطلب التغلب على مقاومة التجديد.
BIBLIOGRAPHIE
الميثاق الوطني للتربية والتكوين :
Bordallo Isabelle, Jean – Pauleunestet (2000) : « Pour une pédagogie du Projet ». Hachette éducation.
Ardoise J.: « Finalement, il n’est jamais de pédagogie sans projet ». Education permanente, Projet formation. Action n° 87, Février 1987.
Baubier J.M.: « Elaboration de projets d’action et de planification, coll. Pédagogie d’aujourd’hui » 1991.
. Boutinet J.P : « Histoire du projet » une histoire de vie. L’harmatau, 1989.
BAJOIT, G., FRANSSEN, A., Les jeunes dans la compétition culturelle, Paris, PUF, 1995
BOUTINET, J.-P., Anthropologie du projet, Paris, PUF, 1996.
CARLIER, R., Le Projet Personnel de l’Élève. Regard d’un enseignant, Association des Écoles Lasalliennes, août 2000.
CAUVIN, P., CAILLOUX, G., Les types de personnalité (sic), Paris, ESF Editeur, 1995.
CHARLOT, B., Du rapport au savoir, Paris, Anthropos, 1997.)
CHARPENTIER, J., COLLIN, B., SCHEURER, E., De l’orientation au projet de l’élève, Enjeux du système éducatif, Paris, Hachette Éducation, 1993.
COULON, A., Le métier d’étudiant. L’entrée dans la vie universitaire, Paris, PUF, 1997
CROIZIER M., Motivation, projet personnel, apprentissages, Paris, ESF éditeur, 1995.
Sous la direction de DERENNE, C., GAILLY, A-F., LIESENBORGHS, J., Désenclaver l’école, Initiatives éducatives pour un monde responsable et solidaire, Bruxelles, Editions Luc Pire, 1998.
DEVELAY, M., Donner du sens à l’école, Paris, ESF éditeur, 1996.
ETIENNE, R., BALDY A. et R., BENEDETTO, P., Le Projet Personnel de l’Élève, Paris, Hachette Éducation, 1993.
FOUREZ, G., ENGLEBERT – LECOMTE, V., MATHY, P., Nos savoirs sur nos savoirs, Un lexique d’épistémologie pour l’enseignement,Bruxelles, De Boeck Université, 1997.
FOUREZ, G., Eduquer, écoles, éthiques, sociétés, Bruxelles, Editions De Boeck Université, 2ème édition, 1998.
G.G.E.N. (Groupe Français d’Education Nouvelle), L’orientation scolaire en question, Pour une autre psychologie de l’éducation, Paris, ESF, 1986.
GUICHARD, J., Les représentations d’avenir des adolescents, Paris, Le Psychologue, PUF, 1993.
LAOUREUX, Ph. (dir.), collège et institut des jeunes d’aujourd’hui Namur, mars 2002.
Sous la direction de LOURYAN, S., THYS-CLEMENT, F., Enseignement secondaire et enseignement universitaire. Quelles missions pour chacun ?, Bruxelles, Editions de l’Université de Bruxelles, 1999.
MACCIO, Ch., Valeurs pour notre temps. L’humanité face aux changements, Lyon, Chronique sociale, 1991.
MEIRIEU, P., GUIRAUD, M., L’école ou la guerre civile, Paris, Plon, 1997.
MOSCOVICI, S., Psychologie sociale, Paris, PUF,1988.
ORAISON, M., Vocation, phénomène humain, Paris, Des clés De Brouwer, 1970.
Pédagogie ignacienne. Approches concrètes, Rome, s. d., 53 p.
PERRENOUD, Ph., Métier d’élève et sens du travail scolaire, Paris, ESF éditeur, 1994.
PHILIBERT, Ch., WIEL, G., Accompagner l’adolescence. Du projet de l’élève au projet de vie, Lyon, Chronique sociale, 1998.
PROT, B., Réveiller le désir d’apprendre au collège et au lycée, Saint-Amant (Cher), Editions Noêsis
إرسال تعليق