وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الأمن الفكري لدى المتعلم
بقلم ذة : أفقير نوال استاذة بمجموعة مدارس بوحسان إقليم جرسيف
مقدمة
الأنترنت وسيلة اتصال غاية في الأهمية في عصرنا الحاضر، فقد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. كما أن استخدامها أصبح غير مقتصر على فئة عمرية بعينها، بل يستخدمها الصغير والكبير على حد سواء. ونظراً لأن الإنترنت هو جزء أساسي من حياتنا الاجتماعية وحياة العائلة بأسرها، فالأطفال ينشؤون في بيئة الإنترنت المحيطة بهم في كل مكان، ويشغل استخدامها جزءاً كبيراً من حياتهم وأنشطتهم المعتادة، خاصة مع توافر الشبكة في الأجهزة الإلكترونية الصغيرة المحمولة معهم في كل الأحيان. ويمتلك جيل اليوم من الأطفال مهارات متقدمة في استخدام الإنترنت بدرجة تفوق الآباء والأمهات في معظم الأحيان، ما قد يثير المخاوف حول استخدام هذه التقنية من قبل الأطفال
و لقد أُجريت العديد من الدراسات لتحديد مدى فائدة الإنترنت للأطفال ومدى الضرر المترتب على استخدامها، ولكن لم تتوصل هذه الدراسات لنتيجة حاسمة عما إذا كانت فائدة الإنترنت تفوق ضررها أم العكس، وهناك كثير من الفوائد الإيجابية والتعليمية والاجتماعية للأطفال، إلا أنه مع الأسف هناك مخاطر كثيرة تترتب عليها أيضاً في حال الاستخدام الخاطئ لها من قبل الطفل والشاب ولمناقشة هذا الموضوع فانه يتبادر الي ذهننا التساؤلات التالية .
ماهي الاثار الايجابية والسلبية لوسائل التواصل الاجتماعي؟ وما مدى تأثيريها علي الأمن الفكري لدي المتعلم؟
هدا ما سنحاول مناقشته في هذا الموضوع حيث سنتناول في الفقرة الاولي الاثار الايجابية لوسائل التواصل الاجتماعي أما الفقرة الثانية نخصصها للحديث عن الاثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي
الاثار الايجابية لوسائل التواصل الاجتماعي وتاثيرهاعن الامن الفكري لدى : الفقرة الاولي المتعلم
يشمل الانترنيت علي كم هايل من المعلومات التي تسمح للشخص التعرف علي أي موضوع ويمكن للشخص طرح أي سؤال وايجاد اجابته علي صفحات الويب وذلك باستخدام محركات البحث مثل جوجل، كذلك يوفر موقع اليوتوب العديد من الفيديوهات التي تشرح مواضيع شتي بالإضافة الي الدورات المساعدة في تعلم العديد من المواضيع التي يمكن الانضمام اليها عبر الانترنت.
القدرة على البحث عن المعلومات، التي تساعد الطفل على إتمام الواجبات المدرسية، التعرف على الثقافات الأخرى، إشباع هواياتهم الخاصة، التواصل مع الأصدقاء. يمكن الاطلاع على مجموعة واسعة من وسائل الترفيه بما في ذلك ألعاب الفيديو والأفلام والرسائل الفورية وغيرها من خلال شبكة الإنترنت
تنمية الطالب عقليا وذهنيا وتهيئته لأسلوب التعلم الذاتي من خلال خلق طالب باحث ومستكشف والوصول الي المادة بطريقة مشوقة
معرفة المعلومة والوصول ايها بسرعة هائلة فالأنترنيت حول العالم الي قرية الكترونية صغيرة عديمة الحدود ومفتوحة لجميع البشر هذا الشيء يساعد في التعرف علي ثقافات اخري وتعلم لغات اجنبية والتي تساعد في اثراء الطالب علميا وثقافيا
الاثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها عن الأمن الفكري لدي : الفقرة الثانية المتعلم
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون أمريكيون أن قيام المراهقين بكتابة الرسائل النصية القصيرة عبر التليفون المحمول يؤثر سلبا على إمكانيتهم اللغوية والنطق بشكل سليم , مشيرة إلى أنها (أي الرسائل) تسبب تأخرا في مهارات التحدث والتعلم بشكل كبير ، وأوضح الباحثون أن المراهقين الذين يستخدمون الرسائل النصية في التواصل مع أقرانهم بشكل دائم يرتكبون أخطاء لغوية كثيرة بالإضافة إلى اعتمادهم على اللغة العامية والكلمات المختصرة والأرقام بدلا من الحروف في أغلب الرسائل
صحيح أن الكتابة في شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت ضعيفة وركيكة حتى في التعليقات التي يعلق القارئ على الأخبار والموضوعات تجد الأكثر من المستخدمين أصحاب الشهادات العليا والدنيا يستخدمون اللغة الركيكة والعامية لذا نتوقع كباحثين أن اللغة العربية على سبيل المثال أن تختفي في هذه الشبكات والمواقع الالكترونية لكثرة استخدامات الكتابة باللغة الضعيفة والركيكة
يؤثر الإنترنت على علاقات الطفل الاجتماعية والأسرية، حيث يقضي الطفل ساعات طويلة على الإنترنت يومياً، ما يجعله ينفصل عن الآخرين، وعدم مشاركة الأسرة في الحوار الذي هو جزء مهم في حياتنا الأسرية، زيادة احتمالية إدمان الإنترنت نتيجة لقضاء ساعات طويلة في استخدامه، كما يؤثر الإنترنت في سلوك وأخلاقيات الطفل والشباب، وذلك بسبب مشاهدة الصور والأفلام العدوانية والعنيفة، التعرض لعديد من الأفكار والمعتقدات الثقافية الغريبة على المجتمع، فكثير من المواقع الإباحية منتشرة بكثرة في الإنترنت التي تؤثر مشاهدتها في السن المبكرة ليس فقط على فكر الطفل، بل أيضاً على سلوكياته وتصرفاته مع الآخرين وهناك بعض الاثار السلبية ايضا نوجزها كما يلي :
- المواقع الإباحية
- قد يدخل بعض الممارسات التي تتعارض مع الدين والثقافة الإسلامية وتهدم قيم المجتمع
- يؤثر في الصحة والنظر
- الإدمان على الإنترنت
- العلاقات غير الشرعية
- تدني المستوى الأكاديمي
- التدخل في السياسة والتحريض
- إضاعة المال
- التسرب أو الهروب من المدرسة
- تعلم خبرة وتجربة العنف والإجرام من المجرمين الافتراضيين
- انخفاض درجات الطالب في المواد الدراسية
- ضعف تقدير وثقة بالنفس
خاتمة
اذا كان يمكننا القول أنه من الصعب منع الطفل من استخدام الإنترنت أو بل هو أمر شبه مستحيل خصوصا في هذا العصر الذي نعيش فيه وأمام كل هذه المخاطر التي تسببها وسائل التواصل الاجتماعي والتي تهدد الصحة الجسمانية والفكرية لأبنائنا فانه يجب علي جميع الأسر أن تسعى بقدر الإمكان لمحاولة استفادتهم من هذه التقنية واستغلالها بصورة جيدة. فلا يمكن واقعياً منع استخدام الأطفال للإنترنت بأي حال من الأحوال، وإنما يحتاج الأمر إلى تكاتف الجهود واتخاذ بعض الإجراءات لحماية الأطفال من أخطاره
ومن هذه الإجراءات ندكر ما يلي:
- مراقبة تصرفات الأطفال وسلوكهم عند استخدام الإنترنت
- وضع جهاز الكمبيوتر في مكان مكشوف بالبيت مع ضرورة وجود أحد الأبوين أثناء استخدام الطفل للإنترنت،
- الحرص على توفير الوعي الديني والتربية السليمة للطفل، بحيث يكون هو الرقيب على نفسه عندما يتصفح مواقع الإنترنت، متابعة ما يصل للطفل من رسائل على البريد الإلكتروني
- توعية الأطفال بضرورة عدم الكشف عن المعلومات الشخصية لأي شخص على شبكة الإنترنت مثل: الاسم أو العنوان أو رقم الهاتف
لذا ننصح أن يعيش الآباء عصر أبنائهم بكل معطياته وميزاته، وأن يروا زوايا الحياة بمنظار مشترك، ويناقشوا الأمور بفكر يساير معطيات العصر ويتفاعلوا معها بعقل منفتح وسعي حثيث للإمساك بخيوطِ التفاهم المشترك.
إرسال تعليق