دفتر منهج التقصي في النشاط العلمي بالتعليم الابتدائي
دفتر منهج التقصي في النشاط العلمي بالتعليم الابتدائي
يتناول منهج التقصي بالتعليم الابتدائي مجالين كبيرين متداخلين : المجال المرتبط بالكائنات الحية والمجال المرتبط بالظواهر الطبيعية والفزيائية . ويتطلب تدريس هذين المجالين تنمية الفكر العلمي لدى المتعلم لفهم ذاته من حيث كونه كائنا حيا كباقي الكائنات، والوعي بظواهر الطبيعة الفزيائية والكميائية والجيولوجية والبيولوجية من حيث كونها ظواهر تخضع لقوانين يمكن ملاحظتها وتحليلها وإدراكها، وفهم محيطه الطبيعي والتعامل معه بإيجابية في حياته اليومية.
وانسجاما مع روح الرؤية الاستراتيجية 2015ـ 2030 واستحضارا لأهداف المشاريع المندمجة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ولا سيما المشروع السابع الخاص بتجديد النموذج البيداغوجي، تم إعداد مصوغة تكوينية بهدف تطوير تدريس العلوم بالمدرسة الابتدائية ، علما بأن هذه المادة عرفت عدة مسميات بدءا من الأشياء،فالملاحظة ثم النشاط العلمي. والآن ارتأت الوزارة الوصية تبني منهج التقصي. فما هو نهج التقصي؟ و كيف يمكن اعتماده في المدرسة الابتدائية؟
1 ـ منهج التقصي:
1 ـ 1 التقصي لغة :
في القاموس المحيط: تقصى في المسألة بلغ نهايتها، وفي المعجم الوسيط: تقصى الأمر بلغ أقصاه في البحث عنه، ومنه فإن التقصي يرتبط بالبحث عن حقيقة الأمر بدقة.
1 ـ 2 التقصي اصطلاحا :
التقصي اصطلاحا هو: الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة مجموعة من القواعد العامة وباستخدام أساليب محددة تمكن من التوصل إلى نتائج معلومة،و من تم يمكن القول بأن التقصي في التعليم هوالطريق الذي يسمح للباحث / المتعلم بالوصول إلى معلومات جديدة عن طريق التجربة انطلاقا من تمثلاته وخبراته السابقة وذلك بشكل مستقل جزئيا أو كليا عن المدرس.
2 ـ المبادئ التي يقوم عليها منهج التقصي العلمي:
بإمكان جميع التلاميذ أن يستقصوا ويبحثوا ويتعلموا المفاهيم العلمية ؛
على التلاميذ أن يطوروا المعرفة والقدرة على استخدام أدوات وعمليات التقصي العلمي؛
عند إشراك التلميذ في دروس العلوم تتكون لديه القدرة على بناء النجاح في الوحدات الأخرى من المنهاج الدراسي؛
تقديم المحتوى العلمي بشكل ممتع ومفهوم وفي أشكال ونماذج منظمة وواضحة؛
كفايات التلاميذ في المفاهيم العلمية يجب أن تقوم من خلال أدوات متنوعة ومختلفة وحقيقية؛
خبرات التلاميذ العلمية تنجح عندما يطورون معارفهم وفهمهم لعلوم الحياة والأرض والعلوم الفيزيائية والتكنولوجيا.
3 ـ الركائز التي يقوم عليها منهج التقصي العلمي:
3 ـ 1 الركيزة الأولى
يتم اكتساب المعرفة العلمية حسب المنهجية التالية :
القيام بملاحظات؛
وضع أسئلة؛
التنقيب في المصادر والكتب للاطلاع على ما هو معروف بخصوص موضوع البحث؛
تخطيط تقصيات تجريبية؛
مراجعة ما هو معروف على ضوء البينة (الحجة والبداهة) التجريبية؛
استعمال أدوات لجمع المعطيات وتحليلها وتأويلها؛
تقديم أجوبة وتفسيرات؛
وضع تنبؤات؛
تبليغ النتائج وإيصالها إلى المهتمين.
3 ـ 2 الركيزة الثانية
الركيزة الثانية تنطلق من قناعة تفيد أنه، على غرار العلماء والباحثين، يكون الأطفال فهمهم للعالم الطبيعي والتكنولوجي اعتمادا على التقصي التجريبي وبشكل أعم بفضل التفاعل التأملي المتمعن في الظواهر الطبيعية والأفكار التي تعطي معنى لهذه الظواهر.
3 ـ 3 الركيزة الثالثة
يطور المتعلمون خلال سيرورة تعلمهم تصورات،ونظريات خاصة حول العالم وحول كيفية اشتغاله؛
يتعلمون بشكل أفضل إذا استطاعوا أن يربطوا المعلومات الجديدة بالأشياء التي يعرفونها؛
يساعدهم الصراع المعرفي والصراع السوسيو/ معرفي على تطور تصوراتهم وإحداث التغيير المفاهيمي الذي يضمن اكتسابهم المعارف العلمية.
4 ـ الشروط التي يجب مراعاتها في نهج التقصي:
أن تكون الأنشطة مناسبة لمستوى التلاميذ العقلي، فإن كانت سهلة جدا فإنها لا تكفي لإثارة التفكير والنشاط الذاتي المطلوب لعملية التعلم ، و إن كانت صعبة فوق مستواهم فإنها تدعو إلى اليأس و توهن العزيمة.
أن تكون الأنشطة مستمدة من بيئة التلاميذ، فالبيئة التي يعيش فيها التلميذ تثير اهتمامه، و تكتسب الأنشطة قيمة و حيوية و ليس المقصود بذلك أن نحدد معلومات التلميذ ببيئته بل تتسع معه بالتدريج من المنزل إلى الشارع إلى المدرسة إلى البلدة إلى القطر إلى القارة إلى المشكلات العالمية و الأحداث الكبرى.
أن تكون الأنشطة مناسبة للخصائص النفسية لمرحلة النمو التي يمر بها التلميذ، فلكل مرحلة من مراحل النمو خصائص و ميول تختلف عنها في غيرها. فالأنشطة التي تثير اهتمام الصغير لا تثير اهتمام الكبير.
أن يقوم التلاميذ أنفسهم بحل الأنشطة التي تثيراهتمامهم على أن يترك الأستاذ لتلاميذه مهلة كافية للتفكير في الأنشطة، وعليه أيضا أن يتلقى اقتراحاتهم لحل المشاكل بصدر رحب و يشجعهم على مناقشة ما يقدمونه من فروض و أن يوجههم نحو الحل الصحيح دون قمع لميلهم إلى التعبير عن أنفسهم تعبيرا حرا.
أن يزود تلاميذه بالإمكانيات اللازمة لحل المشكلة من أدوات ومواد خام و كتب ومصورات و أن يوجههم إلى الجهات التي تمكنهم من الحصول عليها، فتوفر الإمكانيات و وسائل الإيضاح شرط أساس لصلاحية الأنشطة.
شاهد أيضا :
إرسال تعليق