iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat":false}

الفلسفة اللامدرسية: هل نلغي المدرسة !

الكاتب: Adminتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال: الفلسفة اللامدرسية: هل نلغي المدرسة !
الفلسفة اللامدرسية: هل نلغي المدرسة !

الفلسفة اللامدرسية: هل نلغي المدرسة !


ماذا نعني بمصطلح اللامدرسية ؟
بقلم د. عزيزة سعد الرويس
اللامدرسية هي اتجاه حديث في التعليم يدور حول اهتمامات وشخصية المتعلم وحاجاته، ، بعيداً عن النظام المدرسي الرسمي والتعلم الإلزامي. ويتم التعليم اللامدرسي بحسب استعداد التلميذ وقدراته الشخصية وهذه غير محددة بوقت أو بعمر معين، لذلك من الخطأ من وجهة نظرهم التقيد بمنهج محدد وفترة زمنية لجميع التلاميذ. كما أن للمتعلم حرية الانتفاع من المعلمين اذا أراد ذلك أو الإطلاع على الكتب الدراسية فهو المسئول والمتحكم التام في الطريقة التي يتعلم بها، وهو من يختار كيف وأين وماذا ولماذا يتعلم . أما دور الوالدين فهو يقتصر على تيسير الظروف والبيئة المحيطة بالأبناء فهم يوفرون لهم المصادر المختلفة ويقدمون لهم النصائح.

و يؤمن اللامدرسيون بصفة عامة بأن الإنسان يملك الدافعية للتعلم و حب الاستطلاع كجانب فطري غريزي. والكثير منهم يؤمن بأن المدارس العامة التقليدية تطبق على البشر منطق المصانع "مقاس واحد يناسب الجميع" لأنها تحصر قدراتهم ومهاراتهم في نطاق معرفي واحد وتطالبهم بتعلم موضوع محدد بأسلوب محدد وبخطوات محددة وفي وقت محدد بغض النظر عن شخصية المتعلم وقدراته وميوله.

كما يؤمن اللامدرسيون بأن تعلم موضوع محدد أقل أهمية من أن يتعلم المرء "كيف يتعلم" . وكثير منهم يرى أن نظام الفصل العمري المتبع في المدارس والذي يقضي بعزل الفئات العمرية الغير متماثلة عن بعضها البعض، يؤسس لبيئة اجتماعية غير صحية ويشعرون بأنه من الأفضل لأبنائهم أن يحتكوا بأناس من مختلف الأعمار والخلفيات في سياقات متنوعة.

كما يدعو اللامدرسيون الى أن حاجة الأطفال في هذا السن المبكر إلى تعاليم وممارسات الوالدين وتربيتهم أساسية في تكوين شخصيتهم وتحصيلهم العلمي ودخول الأطفال المدارس في هذا السن يقلل من تأثير الوالدين ويؤثر سلبا على هؤلاء الأطفال. ومع الزمن والتجارب وملاحظة الآباء أن أبناءهم يتعلمون أمورا مضرة لهم ادت في بعض الأحيان إلى ممارسات سيئة تجرهم إلى براثين الشر شيئا فشيئا مثل المخدرات بأنواعها والاجرام والزنا واللواط.

ويرى دعاة اللامدرسية الى أن الاطفال ليسوا مضطرين لقراءة كتب المدرسة أو دراسة موضوعات يكرهونها، أو تحمل البقاء في حصص لا معنى لها لست أو ثماني ساعات يوميا .

من هم أبرز دعاة اللامدرسية؟
أول من استخدم مصطلح اللامدرسية هو الكاتب الأمريكي جون هولت ، الذي ألف العديد من الكتب والمطبوعات حول التعليم منها مجلة مهتمة باللامدرسية تدعى Growing Without Schooling أو تنشئة بدون مدرسة. ومن أبرز رموزها :إيفان ايلتش، وكتابه "مجتمع بلا مدارس"

حيث يرى إيفان إيلتش أنّه يجب إلغاء المدارس، لأنّ نشاطها محكوم ببرنامج يطبّق حرفيا.. وهي لا تنجح في إعداد أصحاب المهارات العمليّة، ولا في تشكيل العقليّة الحرّة..

وفي عالمنا هناك حكومات متحضرة تمنع هذا النوع من التعليم مثل الصين وهولندا وألمانيا حيث تغرم من لا يدخل أبناءه المدرسة مبالغ تصل إلى 5000 يورو وسجن وقد تصل إلى سحب الأبناء من أهاليهم.

وأما فرنسا فمسموح به ولكن بشرط زيارة تقييمية مرتين في السنة من قبل موجهين من وزارة التعليم. كما سمحت به ايرلندا وأسبانيا مؤخراً.

وفي دراسة قامت بها وزارة التعليم الأمريكية عام 2007م وجدت أن نتائج اختبارات الطلاب المنزليين تفوق الطلاب النظاميين بنسبة 37%.

وقامت وزارة التعليم الأمريكية بعمل مقارنة بين المتخرجين من الدراسة النظامية والمنزلية فوجدت أن 71% من المتخرجين من الدراسة المنزلية نشطين في مجتمعهم بالأعمال الخيرية واكثر تداخل مع جيرانهم في مقابل 37% من المتخرجين من الدراسة النظامية! ووجدوا أن 58.6% من متخرجي المنازل ذكروا أنهم سعيدون جدا في حياتهم في مقابل 27.6% من متخرجي الدراسة النظامية.

ووجهة نظر هؤلاء أنهم لن يدرسوهم دوما في البيت ولكن سيبقوهم حتى يكبروا قليلا ويعقلوا الفرق بين الصح والخطأ ويكون ذلك في آخر المرحلة الثانوية أو بداية
الجامعة .

هل يا ترى تناسب اللامدرسية عالمنا العربي؟
هناك دعوة لضرورة التنبه عند دراسة مثل هذه الاتجاهات إلى المسرح الاجتماعي الذي ظهرت عليه، فقد ظهرت في "المجتمع المتعلم المعلم"، أي المجتمع الذي تشبع بالتعليم وبتعدد وسائل ووسائط التثقيف ومرونة الاجراءات وغيرها . أما عالمنا العربي فمن الصعب الغاء فكرة المدرسة، وإنما بدلاً من ذلك التوجه للتعليم المدمج الخليط الذي يجمع بين التعلم المباشر بالمدرسة واللامباشر خارجها وهو ما أنادي به دائماً في التعليم بصفة عامة والتعليم الجامعي بشكل خاص.

وأخيراً ..

لك عزيزي القارئ التأمل في هذه الفلسفة وتخيل كيف يكون عالمنا بدون مدارس.

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

790431725383895591

البحث