ست نصائح ملهمة لكل أستاذ جديد
تبدو مهنة التعليم المهنة الأصعب التي لا يُقدِم على ممارستها إلاّ مجنون أو غير مدرك لعقباتها، لكن الحقيقة أنها السهل الممتنع التي ما إن أحبها من يمارسها حتى أبدع فيها، واستمتع بكل ساعة يقضيها مع تلاميذه يتعلم منهم مثلما يتعلمون منه، يتبادلون الحياة والخبرة والأفكار ويلهمونه كما يكون هو لهم ملهماً ومعيناً في طريقهم في الحياة.
مع ذلك يحتاج الأستاذ إضافة إلى موهبته وحبه للتعليم إلى بعض المهارات والأمور التي عليه أن يتعلمها ويتدرب عليها كي يطور من نفسه ومن مهاراته التدريسية، التي لا تتعلق بمادة بعينها بل بأساليبه التعليمية بشكل عام، هنا حاولنا وضع بعض الأمور الأساسية الواجب على المدرس أن يتمتع بها…
1 – اقرأ كثيراً
أحد تعاريف الثقافة كان: (أن تعرف شيء عن كل شيء)، والأستاذ يجب أن يكون واسع الثقافة كثير الاطلاع وألا تقتصر قراءته فقط على المادة التي يُعلَّمها بل أن يكون قارئاً في شتى المواضيع العلمية والحياتية التي تساعده في تطوير نفسه وإفادة التلاميذ وإجابتهم على أية أسئلة قد يطرحونها، فالتلاميذ يحبون غالباً أن يخوضوا حوارات ونقاشات خارج موضوع الدرس مع الأستاذ ويزيد إعجابهم وتعلقهم بالأستاذ الذي يجدونه واسع الثقافة يعرف الكثير من الأمور لأنهم لا يريدون فقط من يعلمهم دروسهم بل من يفيدهم ويرشدهم في حياتهم العامة والعملية.
اقرأ الكتب التي تتحدث عن الأنماط البشرية وكيفية التعامل معها وحاول أن تطبقها مع التلاميذ، والكتب التربوية التي تحوي وسائل وأساليب للدروس مع شرح لأنماط التلاميذ وأنواع الذكاءات المختلفة، إضافة إلى المواضيع العامة.
2 – استخدم طرق متنوعة في الدروس
جُبل الإنسان بطبعه على الملل من الروتين والتكرار وحبه للتجديد والأشياء المبتكرة، وهذا ما يجعل المرء يمل جهازه الجوال بعد سنة أو أقل من شرائه، ويرغب بالجديد والأحدث، ويشتري الملابس المختلفة الألوان ويبدّل ملابسه كل يوم، فأقل ما يمكن أن تفعله هو أن تنوّع الطرق التي تستخدمها في الدروس، أنا صراحة أفعل هذا لأنّي أملّ شخصياً فأسعى للتغيير وابتكار الأفكار المختلفة التي تجعل الدروس متنوعة الأساليب.
لا يحتاج الأمر للكثير من الأفكار وبذل المجهود في تنفيذها، تستطيع أن تستخرج الأفكار بعملية بحث بسيطة على الإنترنت وتنفذها بنفسك بما يناسبك ويناسب إمكانياتك والتلاميذ الذين تدرسهم.
3 – اجعل الدرس ممتعاً
آخر ما يريده التلاميذ هو يوم كئيب في المدرسة يقضونه مع معلمين متجهمين وجوههم لا تعرف الابتسامة يلقون عليهم الدروس بأسلوب جاف دون متعة وحركة، أعرف أن الحياة كئيبة وأن المصائب لم تترك أحداً من شرها في كل مكان، وأنّ التلاميذ يعيشون تحت ضغوط نفسية غير هيّنة وكبيرة بالنسبة لأعمارهم الصغيرة، فلمَ لا تكون المدرسة بالنسبة لهم مكاناً يستعيدون فيه نشاطهم وحيويتهم، وعمرهم الطفولي الحقيقي الذي أخذته منهم الحياة، والحروب التي تعيشها البلاد العربية!
يبدو هذا صعباً، لكن حتى الأستاذ سيستعيد حيويته وينسى همومه مع طلابه ويتركون العالم حولهم خارج حدود المدرسة ويعيشون الحياة كما ينبغي لها أن تكون.
4 – اربط الدرس بالحياة الواقعية
أحياناً يعتقد التلاميذ أن المواد الدراسية كتبها كائنات مريخية أرسلتها إلى كوكب الأرض لشدة غرابة ما فيها، لكن فعلياً مؤلفوها بشر مثلنا لم يأتوا بها من وادي عبقر أو من كوكب المريخ، المشكلة فيها هي عدم قدرة الأستاذ على ربط معلوماتها بالحياة التي يعيشونها، فاجعل من أولى الاهتمامات بدروسك هي أن تربط ما تحويه الدروس ولو بفكرة واحدة كل مرة بحياتهم إمّا الحالية أو تخبرهم عن استعمال لها في المستقبل عند العمل، فهذا سيجعلهم ينتبهون لك أكثر ويتشوقون لمعرفة المزيد عما يتعلمونه.
5 – تدرب على مهارات الإلقاء والتأثير
نبرات الصوت، طريقة الوقوف، كيفية البدء بالدرس وكيفية الانتهاء وختمه، كيفية استعمال الوسائل العملية وإدارة التمارين أمور توازي أهمية التحضير الجيد للدرس، وابتكار الوسائل التي تساعد في إيصال الفكرة للطلاب.
هناك بعض الكتب التي تساعدك في تعلّم هذه المهارات إذا لم تكن ترغب في تعلمها في الدورات التدريبية، وأظن أن كتاب الدكتور “طارق سويدان” (مهارات الإلقاء والتأثير) من أفضل الكتب في هذا المجال.
6 – كن صديقاً لطلّابك
أنت لستَ معلّماً فقط لهم، بل أنت بالنسبة لهم قدوة ونموذج يتعلمون منك الكثير من الأشياء، ويستلهمون منك أهدافهم وكل شخص في داخله يقبع أثر عميق تركه معلّم مرّ عليه في سنة من سنواته الدراسية.
كن لهم صديقاً ومعيناً على الحياة، ومستمعاً جيداً لأمورهم وحياتهم فلا تحكم عليهم من تصرفاتهم داخل الحصة فما هي إلاّ انعكاس لما يحدث معهم خارجها، فحاول أن تستوعبهم قدر استطاعتك، وضع مليون خط تحت قدر استطاعتك؛ لأنّك لن تستطيع أن تصلح الكون لكن الكلمة لها أثرها فضعها في مكانها الصحيح.
0 تعليقات