تعليم بريس :
من أجل عقاب تربوي بيداغوجي.
رسالة مفتوحة إلى السيد الوزير حصاد.
السيد الوزير المحترم
تحية ، و بعد:
إن ظاهرة الغش ليست ليست سلوكا فرديا ، فالغش أضحى ثقافة معممة في كل المناحي كالغش في البناء و المواد الغذائية و في العمل و في المسؤولية وهلمجرا ... و لا يمكن محاربة الغش في المدارس بالقانون الزاجر وحده، و لا بالخطب الرنانة حول القيم ، فحينما تجد الغش في امتحانات الترقية على سبيل المثال لا الحصر ماذا ستنتظر من التلميذ و الطالب أن يفعلا في امتحاناتهما؟
ومن جانب آخر إن كان هناك غش لماذا لانطرح السؤال البيداغوجي الجارف التالي: أليس الغش هو نتيجة تصور بيداغوجي لامتحاناتنا؟ لماذا لا نجتهد بتصورات بيداغوجية متجددة لنحاصر الغش و نورطه ، لنحاصر الغشاش و نورطه و لنجعل من الامتحان لحظة تكوين أو تعلم؟
إن الغش مرتبط بثقافة بيداغوجية تقليدية تقوم على المحتوى ، على الذاكرة ، على الرد ... و لذلك فإن ثقافة المدرسة و تعلماتها تصبح ثقافة بضاعتنا ردت إلينا ، ثقافة الحفظ من أجل الامتحان ، لا التعلم و مهر التلميذ بإمكانات تجعله يتعلم التعلم... وهنا يختزل التصور الامتحاني لوظفية المدرسة (وهو حال الجامعة كذلك) كغاية و نهاية ...أنت هنا لا لتتعلم ، أنت هنا لترد ما حفظته ، أنت هنا لتمتحن.
إن قيام المدرسة على النزعة الامتحانية المرهقة ، الحفظ كعقاب للتلميذ، هو آخر في المطاف عدم احترام التلميذ ذاته ، عدم احترام استراتيجيات التعلم لدى التلميذ ، عدم تقدير الفوارق بين التلاميذ ... فما الفائدة من وجود مدرسة وسط زحام تكدس المعرفة في كل مكان؟ و ماذا تبقى من دور للمدرسة إن كانت تقوم على النزعة الامتحانية المرتبطة بالذاكرة و المعارف مطروحة في كل مكان؟
وخلاصة القول أن الامتحان القائم على الذاكرة ليس سبيلا لتكافؤ الفرص تربويا و بيداغوجيا ...، ومن جانب ثان السيد الوزير فإن أي عقاب يرتبط بالتربية و في التربية لا يجب أن يكون عقابا زجريا بعيدا عن العقاب التربوي ، فلتفكر الوزارة في أشكال عقوبات تربوية جديدة (للغشاشين) إن كان لا مفر من العقوبات، بدل أن تلبس العقوبات عباءة القانون الجنائي. هل يستساغ ان يعاقب طفل غير راشد (بخمس سنوات أو غيرها من الأخكام كما جاء في بلاغ وزارة التربية الوطنية) كما لو كان مقاولا غش في البناء؟
إمضاء
الحسن اللحية
أستاذ علوم التربية، باحث في البيداغوجيا و فلسفة التربية
من أجل عقاب تربوي بيداغوجي.
رسالة مفتوحة إلى السيد الوزير حصاد.
السيد الوزير المحترم
تحية ، و بعد:
إن ظاهرة الغش ليست ليست سلوكا فرديا ، فالغش أضحى ثقافة معممة في كل المناحي كالغش في البناء و المواد الغذائية و في العمل و في المسؤولية وهلمجرا ... و لا يمكن محاربة الغش في المدارس بالقانون الزاجر وحده، و لا بالخطب الرنانة حول القيم ، فحينما تجد الغش في امتحانات الترقية على سبيل المثال لا الحصر ماذا ستنتظر من التلميذ و الطالب أن يفعلا في امتحاناتهما؟
ومن جانب آخر إن كان هناك غش لماذا لانطرح السؤال البيداغوجي الجارف التالي: أليس الغش هو نتيجة تصور بيداغوجي لامتحاناتنا؟ لماذا لا نجتهد بتصورات بيداغوجية متجددة لنحاصر الغش و نورطه ، لنحاصر الغشاش و نورطه و لنجعل من الامتحان لحظة تكوين أو تعلم؟
إن الغش مرتبط بثقافة بيداغوجية تقليدية تقوم على المحتوى ، على الذاكرة ، على الرد ... و لذلك فإن ثقافة المدرسة و تعلماتها تصبح ثقافة بضاعتنا ردت إلينا ، ثقافة الحفظ من أجل الامتحان ، لا التعلم و مهر التلميذ بإمكانات تجعله يتعلم التعلم... وهنا يختزل التصور الامتحاني لوظفية المدرسة (وهو حال الجامعة كذلك) كغاية و نهاية ...أنت هنا لا لتتعلم ، أنت هنا لترد ما حفظته ، أنت هنا لتمتحن.
إن قيام المدرسة على النزعة الامتحانية المرهقة ، الحفظ كعقاب للتلميذ، هو آخر في المطاف عدم احترام التلميذ ذاته ، عدم احترام استراتيجيات التعلم لدى التلميذ ، عدم تقدير الفوارق بين التلاميذ ... فما الفائدة من وجود مدرسة وسط زحام تكدس المعرفة في كل مكان؟ و ماذا تبقى من دور للمدرسة إن كانت تقوم على النزعة الامتحانية المرتبطة بالذاكرة و المعارف مطروحة في كل مكان؟
وخلاصة القول أن الامتحان القائم على الذاكرة ليس سبيلا لتكافؤ الفرص تربويا و بيداغوجيا ...، ومن جانب ثان السيد الوزير فإن أي عقاب يرتبط بالتربية و في التربية لا يجب أن يكون عقابا زجريا بعيدا عن العقاب التربوي ، فلتفكر الوزارة في أشكال عقوبات تربوية جديدة (للغشاشين) إن كان لا مفر من العقوبات، بدل أن تلبس العقوبات عباءة القانون الجنائي. هل يستساغ ان يعاقب طفل غير راشد (بخمس سنوات أو غيرها من الأخكام كما جاء في بلاغ وزارة التربية الوطنية) كما لو كان مقاولا غش في البناء؟
إمضاء
الحسن اللحية
أستاذ علوم التربية، باحث في البيداغوجيا و فلسفة التربية
0 تعليقات