"دور الإدارة التربوية في تفعيل أنشطة الحياة المدرسية" موضوع يوم دراسي بأكادير
نظم مسلك الإدارة التربوية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين سوس ماسة يوما دراسيا في موضوع "دور الإدارة التربوية في تفعيل أنشطة الحياة المدرسية"، تحت شعار "الحياة المدرسية بين الواقع المشهود والأفق المنشود"، يوم الخميس 27 أبريل 2017، بالمركب الثقافي محمد خير الدين بالمركب بأكادير.
تناوب على الكلمة بالجلسة الافتتاحية كل من السيد محمد ميميس مدير المركز الجهوي، والسيد رحال الناجي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العليم العالي والبحث العلمي لأكادير إداوتنان، والسيد الحسين زاهيدي نائب رئيس المجلس الجماعي لأكادير، والسيد محمد الحاجي منسق مسلك الإدارة التربوية، والسيد محمد أبيدار المشرف على اليوم الدراسي، والسيد محمد عزيز ممثل أطر الإدارة التربوية.
تناولت الجلسية العلمة الأولى ندوة في موضوع "الحياة المدرسية.. المفهوم والأدوار"، تضمّنت مداخلات لكل من السيد إبراهيم أبو شوار حول "الحياة المدرسية بين التباسية المفهوم واعتباطية الاستعمال" الذي شدّد على أهمية تناول المقاربة المفهومية في التعامل مع مفاهيم الحياة المدرسية واستحضار تعدد مكوناتها وأبعاده ومجالات تدخُّلها وربط التفعيل الميداني السليم للمبادرات بالاستيعاب النظري والتراكم المعرفي للمفاهيم. وتحدّث السيد عبد اللطيف الخشيبي في"الحياة المدرسية بين التنظير والممارسة" وعدّد التجارب والمبادرات التي عرفها إصلاح المنطومة التربوية، وركّز على توفير الموارد البشرية والمادية والبيداغوجية ورفع القدرات التدبيرية. وتطرّق السيد محمد الحاجي لموضوع "مسلك تكوين أطر الإدارة التربوية وتفعيل الحياة المدرسية" انطلاقا من إحداث المسلك وهندسة مجزوءات التكوين والندوة العلمية حول البحث العلمي والأيام الدراسية ووصولا إلى أنشطة أطر الإدارة التربية بمؤسسات التداريب بمختلف مديريات الجهة والتي تتميز بالكثافة والتنوع والانطلاق من حاجات المؤسسة. وتدخّل السيد عبد الرحمان الماحي في موضوع "الأداء القيادي العالي" من حيث المفهوم والأبعاد، ودعا إلى المشاركة الوجدانية لفريق العمل والانسجام بين الأفكار والسلوكات والتمكُّن من خطوات اتخاذ القرار وعناصر الذكاء الاستراتيجي. وقارب السيد محمد لطيفي محور "المؤسسة التعليمية والعلاقات الخارجية" من حيث الجانب العلقي أفقيا وعموديا بين مكونات المجتمع المدرسي، ودعا إلى المساهمة في جعل المدرسية في قلب المجتمع وقبلته للتعامل الإيجابي مع أسئلة تربية الناشئة وإلى تصحيح وضعية الانفتاح وتبنِّي منهج جديد يقوم على ثقافة المبادرة.
وتمحورت الجلسة العلمية الثانية، بعد الاستراحة، حول "الحياة المدرسية.. بين التدبير وآليات التنزيل"، افتتحها السيد محمد أبيدار بـ"آليات تفعيل أدوار الحياة المدرسية" فعرَّف الحياة المدرسية وعدّد فضاءاتها وبنياتها وأدوارها، ودعا إلى تفعيل مجالس المؤسسة لتقوم بوظائفها، وركَّز على أهمية الشراكة والتفاعل وتبادل الخبرات والتجارب واستحضار القيم والمبادئ وتنمية الكفايات والسلوكات وأجرأة الأنشطة. وتناول السيد أحمـد أيت بوقدير "تدبير المناخ المدرسي" من المفهوم مستحضرا المدارس التي تناولت علم الإدارة، وفصَّل في مواصفات المدبِّر أودواره ومجالات بناء المناخ المدرسي، فتحدث عن الاعتراف بالمجهود والاستقرار والتشجيع والمشاركة والثقة والانتماء للمؤسسة والنجاح والعدل والتوازن والسعادة والإبداع والانتماء والتعبئة حول مبادرات المؤسسة واختلالاتها. وحاضر السيد عبد المجيد سويف "السلوك المدني والإرشاد النفسي" حيث تجليات السلوك المدني ومظاهره في المجتمع، وطرح أسئلة مرتبطة بالمجتمع والمدرسة وباقي مؤسسات التنشئة الاجتماعية في علاقتها بالسلوك المدني، كما قارب ظاهرة العنف المدرسي بالتعليم الثانوي وربطها بحاجات المراهق إلى التقدير والاستقلالية والاستيعاب الاجتماعي واحترام الذات والانتماء. وتدخّل السيد مولاي محمد الصرصاري في موضوع "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والحياة المدرسية" فرهَن جودة الحياة المدرسية بتطوير طرائق التدريس والتدبير وتحسينها باستثمار التقنيات الجديدة، وذكر الفرص التي يتيحها برنامج ، جيني، ومجالات إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التدريس والإدارة، ودعا إلى استغلال الوسائل والتجهيزات بالقاعات المتعددة الوسائط والتعليم عن بُبد من خلال استثمار المكتبات الرقمية والمضامين الرقمية. وعرض السيد مبـارك لاَخُر تجربته في مجال "إدماج الأعمال اليدوية في المناهج التعليمية" إذ دعا إلى ضرورة التوفر على نظرة شمولية في تفعيل الحياة المدرسية إضافة إلى المشاركة في تكوينات متخصصة في مجالاتها، وقدَّم نماذج من الأنشطة الموازية التي أشرف عليها او شارك فيها داخل مؤسسته التعليمية وخارجها.
واختتم هذا اليوم الدراسي بقراءة التوصيات التي يمكن إجمالها في أربعة محاور كبرى تتمثَّل في ربط الحياة المدرسية بمختبرات البحث العلمي، وإعطاء معنى للتعلمات وللخدمات التربوية وربط التكوينات بالحاجات المتجددة للفرد والمجتمع، وتحسين المناخ المدرسي من خلال اعتماد المقاربات الإيجابية في التدبير والتدريس، وتعبئة مختلف مكونات المجتمع حول مبادرات المؤسسات التعليمية واختلالاتها بما يخدم مصلحة التلميذ(ة).
ونوَّه المشاركون في فعاليات هذا اليوم الدراسي، أفرادا ومؤسسات، بحجم الجهود المبذولة ومستوى التخطيط والتدبير الذي يملكه أطر مسلك الإدارة التربوية، من خلال الدينامية القوية خلال الموسم الجاري بتنظيمهم لثلاثة أيام دراسية تناولت التغيرات المناخية والتربية الدامجة والحياة المدرسية بفضاءات مدن إنزكان والدشيرة وأكادير، ليشكلوا قيمة مضافة في مسار ممارستهم الإدارية والتربوية بالمؤسسات التعليمية مستقبلا.
متابَعة: عبد المجيد العلاوي
0 تعليقات